الثلاثاء، يوليو 31، 2012

ويلههم الأمل .. خاطرة رمضانية 6

بقلم : عبدالرحمن الحسيني
ان من أشد الأمراض الذي قد يبتلى بها إنسان .. هي أن يلهيه طول الأمل في المحتمل حدوثه عن العمل للآكد حصوله ..



فالمستقبل الدنيوي كله قريبه وبعيده هو من الأمور محتملة الحدوث .. فلا يعلم كائن من كان ما سيحدث بعد دقيقة واحدة وكلها من قبيل الاحتمالات التي يضعها الانسان لحياته التي لا يعرف هل ستستمر لينفذ ما يخطط له أم سينقضي أجله .. والتخطيط والعمل لهذا المستقبل هو من صميم العبادة وتأدية أحد أسباب الوجود وهو إعمار الأرض ..

أما المستقبل الأخروي فهو الأكيد حصوله ولا شك .. ويبدأ بمجرد وفاة الإنسان .. لذلك فإنه يبدو سفيهًا إلى أقصى درجة من يتشبث بمحتمل الحدوث ويلهيه عن الأمر الأكيد حدوثه .. وهو ما قال عنه ربنا عز وجل "ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ۖ فَسَوْفَ يَعْلَمُون" (الحجر 3)



ومن الآثار المباشرة لهذا المرض أو السفه هو التلهي عن الحق وعدم الاعتراف به ومنه ماقال عنه ربنا عز وجل (وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَاباً مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ) (الحجر:14،15). فهو يرى الحق بعينه ويعلم يقينًا أنه حق .. ثم هو ينكره ويعزوه إلى أسباب أخرى .. رغبة في عدم الايمان به وثقة في طول أمله الذي يشعر أنه يعطيه فرصة أكبر للاستمرار في الباطل .. وهذا الأمر الخطير هو الذي يؤدي بعد ذلك لأن يختم الله على القلب فلا يقبل هداية ويكون مثل من قال الله عنهم "صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لايَرْجِعُونَ "(البقرة:18) ..

نعوذ بالله من طول الأمل في الدنيا ونسأله حسن العمل وحسن الخاتمة


ليست هناك تعليقات: