العفو والمغفرة خلقان
عظيمان من أخلاق الإسلام .. وهما مما اتصف بهما رب العالمين سبحانه وتعالى (العفو
- الغفور) .. لكن ثمة فرق كبير بين العفو وبين المغفرة أو التسامح ..
فالمغفرة أو التسامح هو
تجاوز عن الخطأ مع وضعه في الاعتبار أثناء التعامل مع الشخص .. ولا ينفي أن تذكر
الشخص بذنبه في حقك في وقت ما.
أما العفو فهو نسيان
الخطأ أو الذنب تمامًا وعدم ذكره أو تذكير الشخص به ..
وفي
قصة سيدنا يوسف عليه السلام تعامل مع اخوته بالخلقين ..
فذكرهم بذنبهم في حقه حين قال قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ - قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (89 – 90 سورة يوسف)
ثم طلبو المغفرة فغفر .. قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ - قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (91 – 92 سورة يوسف)
فذكرهم بذنبهم في حقه حين قال قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ - قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (89 – 90 سورة يوسف)
ثم طلبو المغفرة فغفر .. قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ - قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (91 – 92 سورة يوسف)
ثم
انه عفا عنهم تمامًا وظهر ذلك في آخر القصة حين اجتمع شمل الأسرة .. وَقَالَ
يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا
وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ
الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ
رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (100 سورة يوسف)
فلم
يقل .. وقد أحسن بي اذ أخرجني من البئر .. رغم أن حادثة البئر قد تكون أشد وقعا
على نفسه من السجن .. لكنه بعفوه عن اخوته تجاوز تلك الحادثة بكل مشاعرها .. وقال :
وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ
العفو
يحقق فائدة عظيمة وهي أن تصفو النفوس لبعضها حين التعامل من جديد فلا مشاعر سلبية
مخزنة تعكر صفو العلاقات .. وفرصة عظيمة لتقوية العلاقات على أسس جديدة .. المهم أن
يستغل المعفو عنه تلك الفرصة في اثبات جدارته بالعفو وهو ما وصى به ربنا تعالى حين
قال ((.. فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ
بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ
وَرَحْمَةٌ فَمَنْ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) (سورة
البقرة)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق