الجمعة، أبريل 10، 2009

هكذا يريد الله القلب المؤمن ..


بقلم : أسد الدين
هذه مختارات من خواطري في المعتقل لحين تجميعها باذن الله
قلب موصول به تملؤه العزة .. لا ينظر لحطام الدنيا وانما يتعلق بالآخرة ..
قصة نعرفها كلنا .. تتكرر دوما أمامنا توضح الفرق بين القلب المؤمن والقلب غير المؤمن .. تبدأ القصة حيث يتحدى فرعون سيدنا موسى عليه السلام ويجتمع السحرة للتحدي وانظر لآمالهم ومطالبهم :
"أئن لنا لأجرًا إن كنا نحن الغالبين " .. كل ما يأملون القليل من المال ..


والطاغية يفهم ذلك جيدًا فيطعم ذلك الفم المؤيد له بل ويزيده تعلقًا بالدنيا "قال نعم .. وانكم إذا لمن المقربين" .. فيزداد المنافق نفاقًا والمتزلف تزلفًا .. حينما يرمي السحرة حبالهم وعصيهم " قالو بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون" ..
انظر لذلك القلب حينما يملؤه الايمان واليقين .. تسمو المطالب وتعلو .. عندما آمن السحرة .. هددهم فرعون بالصلب والقتل ماذا كان الرد ..

"قالوا لن نؤثرك على ما جائنا من البينات والذي فطرنا " كانوا يقسمون بعزته منذ لحظات الآن لا يساوي شيئًا .. هكذا يفعل الإيمان .

" فاقض ما أنت قاض .. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا " (المال- المنصب) الدنيا التي كانت كل أملهم منذ قليل .. الآن لا تساوي شيئًا .. نضحي بها في سبيل ما آمنا به .

سر التحول العظيم .. هو الإيمان بالله .. الإيمان بأن " الله خير وأبقى" .. هذا مبدأ كل مؤمن يبيع كل شيء في سبيل ما عند الله .. لأنه خير وأبقى ..
هكذا يريد الله لعبده المؤمن ألا يركع لغيره ولا يذل لسواه .. لذلك يجعله فوق الدنيا كلها .. مطالبه كلها عند الله .. آماله كلها بيد الله .. قلبه معلق بالله وفقط ..
هكذا قال يوسف لما عرض عليه الاغراء والفتنة ... " رب السجن أحب إلي" لأنه آمن أن الله خير وأبقى .


هذا ديدن المؤمن عندما يواجه الدنيا بإغراءاتها وفتنها وابتلاءاتها .." لن نؤثرك على ما جائنا من البينات والذي فطرنا " .. " الله خير وأبقى "