الاثنين، يوليو 25، 2011

مليونية الهوية 29 يوليو .. الانجراف لحرب المليونيات !!

بقلم : عبدالرحمن الحسيني

لا أحد يستطيع أن ينكر حق التيارات الإسلامية في أن تعلن عن هويتها ومقدار قوتها في الشارع خاصة مع النفوذ العلماني الإعلامي واستغلالهم ذلك الزخم الإعلامي والمليونيات المتكررة بشعارات فضفاضة ومخادعة في كثير من الاحيان (مثل الدستور أولا وسط المحاكمات وحق الشهداء) لإيهام المجلس الأعلى على الأقل بأنهم قوة كبيرة في الشارع ولهم تأثير فيه .

لكن من قاعدة درء المفاسد أولى من جلب المنافع فإن توقيت تلك المليونية في ظل الظروف الأخيرة التي عاشتها البلاد توقيت غير ملائم بالمرة وهو بالضبط مثل مسيرة المعتصمين للمجلس العسكري وما سيترتب عليه قد يكون أشد خطرا مما ترتب على المسيرتين للمجلس العسكري ، إذ قد يتعدى خطر تلك المليونية الأضرار المادية.

لماذا نتحدث في التوقيت ؟؟

المجلس العسكري أعلن العداء أو الحرب على تيار بعينه من تيارات الشارع المصري وأعلن رفضه لممارسات بعض القوى السياسية ،  مما سيؤدي لكون المليونية القادمة إما تأييد للمجلس العسكري وفي هذه الحالة دعمه ضد التيارات التي يعاديها أو رفض بيان المجلس العسكري وفي تلك الحالة ندخل في حالة الحرب على جبهتين (العلمانيين والمجلس العسكري) ونساعد في انجذاب الجيش للطرح العلماني بكون الجيش حامي الدستور ومواده الفوق دستورية (النموذج التركي) .
ومما قد يترتب على تلك المليونية :

شق الصف الوطني

قد يتهمني البعض هنا بالحديث كما يتحدث العلمانيون أو يتسائل عن أي صف وطني أتحدث ؟ّ! وهل راعت تيارات الدستور أولا مسألة الصف الوطني ؟!
على مر الأعوام والنظر للتيارات الإسلامية خاصة الإخوان على أنها الأكثر تعقلا والأكثر إعلاءًا لمصلحة الوطن والأقل استفزازًا لانتقادات التيارات الأخرى وألعابها الصبيانية ، لذلك فإعلان الهوية الآن هو شق للصف الوطني سيتحمل نتيجته تاريخيًا الإخوان لأنهم الفصيل الأكثر تنظيمصا الأعلى قدرة على الحشد .

خسارة الالتفاف الشعبي

فمليونية الإسلاميين كما يحلو للبعض أن يسميها أو مليونية الهوية تأتي في ظرف ينظر رجل الشارع البسيط  للمليونيات المتتالية على أنها مضيعة للوقت وضد مصلحة البلد – هذا والشعارات عامة – فماذا سيكون نظرة ذلك المواطن لمن خرجوا ينادون بهويتهم ويعلون شعاراتهم في وقت كان الاتفاق دائمًا على إخفاء الهوية وإعلان هوية الوطن فقط ؟!

تربة خصبة

حالة الاستنفار الموجودة حاليا لدى جميع التيارات السياسية ستكون تربة خصبة للبلطجية ومدعي الثورة وسيتكرر مشهد العباسية لكن بين المتظاهرين ، قد يتماسك الجميع ويضبطون نفسهم ، لكنك لن تسيطر على البلطجية ومدعي الثورة وسيستلغون أي نقاش أو احتكاك كلامي بل قد يفتعلوه ليشعلوا نار الفتنة التي سيدفع ثمنها الجميع وسيتحمل الاسلاميون في المقام الأول (بصفتهم الفئة الداعية للمليونية) مسئولية الحدث وان كانوا أشد البعد عنه ، كما تحملت 6 إبريل مسئولية البلطجية وغلق مجمع التحرير وغيرها من أحداث اعتصام التحرير رغم انكارهم لها بل وإصلاحهم بعض المواقف فيها .

يوم الجمعة القادمة لن يخرج الإسلاميون وحدهم بل سيخرج الجميع بل سبق للخروج الجميع والكل أصبح متحفزا فالاسلاميون سيعلنون الهوية والعلمانيون سيعلنون الهوية والمطالب والشعب سيلعن الطرفين ويعلن أنه يريد الاستقرار .

قد أكون أول المشاركين في مليونية إعلان الهوية الإسلامية لو كانت في ظرف غير هذا ، وفي وقت يكون الشعب فيه مهيأ لاستيعاب الخلاف بين أطراف القوى السياسية العلمانية والاسلامية واليسارية ، لكن في ظل الظرف الراهن أرفض المشاركة تحت هذا العنوان أو غيره من العناوين المقسمة للمجتمع حتى لو كانت الأطراف الأخرى أقل عددا ...