الأحد، سبتمبر 08، 2013

عن التدخل الغربي في الشأن السوري


عبدالرحمن الحسيني
بداية يجب أن تكون متأكدًا أن الغرب حينما يقرر التدخل في شأن عربي فإن ذلك لن يكون إلا حماية لمصالحه هو .. ومصالح حلفاءه في المنطقة .. فما بالك وهذا التدخل يبدو في ظاهره دعما لثورة شعب عربي ضد حاكمه ..
بالنسبة للثورات العربية كان التدخل في واحدة من هذه الثورات في ليبيا كان التدخل قاصرا على تطبيق الحظر الجوي الذي هو نقطة تفوق القذافي على الثوار .. وبعد التدخل اقتصرت مصالح الغرب على أخذ الأجرة من نفط ليبيا .. وهذا ما حدث بالفعل .. اذ انسحبت كل المعدات العسكرية فور سقوط القذافي واعلان الخطوط العريضة للمرحلة التالية ..
لكن تجربة ليبيا لايمكن القياس عليها لأسباب عدة أهمها :

- الموقع الجغرافي .. فسوريا بها أرض محتلة وتطل على الأرض المحتلة من الكيان الصهيوني الحليف الأهم لأمريكا والغرب في المنطقة ..
- ليبيا كانت موحدة الهدف موحدة القيادة "بشكل ما" ضد القذافي .. سوريا غير ذلك * وهو ما يعتبر نقطة ضعف في الصف السوري المقابل للأسد ..

لكن في المقابل .. الوضع السوري أصبح متأزمًا بشكل كبير وحياة المدنيين هناك أصبحت على المحك .. خاصة مع الدعم الذي تلقاه الأسد من انقلاب مصر وافراطه في استخدام الأسلحة المحرمة دوليا والتي وصلت أخيرا للكيماوي مما ينذر بكارثة غير مسبوقة في المنطقة كلها ..

طلب الرئيس المصري د.محمد مرسي قبل الانقلاب من العرب التدخل والتوحد حول اتخاذ موقف يجبر الأسد على الانصياع للارادة الشعبية وإيقاف مسلسل القتل المستمر في سوريا حتى تسليح المعارضة في وجه آلى القمع .. لكن دعواته وجهت بالتخوين تارة والتراخي والرفض تارة .. مما جعل الأزمة بين أن يستمر السحق للمدنيين تحت نيران وكيماوي بشار .. وبين ضربة عسكرية غربية منتظرة في أي لحظة ... 

إذن فلو وقع المحظور وأصبح التدخل الأجنبي في الصراع السوري أمرا واقعا لا محالة .. لن يكون لإنهاء الصراع .. لكن سيكون لاطالة أمد الصراع لتخرج سوريا منهكة تماما ممزقة الأوصال فتنشغل بنفسها عن تحرير الجولان أو تسبيب مشكلة للكيان الصهيوني أطول فترة ممكنة .. لذلك لن تخرج أهداف تلك الضربة لو حدثت عن أمرين ::

1- إما ضرب لنقاط القوة في النظام السوري "الطائرات - الكيماوي - ...." دون اسقاطه بالكامل ولا يمنع من ضرب القاعدة "جبهة النصرة" هناك ضربات موجعة ليبقى الصراع مستمرا كما أسلفنا ..

2- أن تجهز تلك الضربة على النظام السوري "سياسيا وعسكريا" فتظهر الصورة وكأن النظام سقط .. وتترك فقط الشبيحة والحرس الثوري الايراني وميليشيات حزب الله في مواجهة الفصائل السورية المتنازعة كل بما يدعمه من دول .. ليصل أحدها للحكم يوما ما ليس قريبا .. وتظل سوريا تعج بالتوترات لينتهي الأمر وللأسف الشديد بالتقسيم ..

الضربة العسكرية المتوقعة إذن .. قد تكون كما في الحالة الليبية طوق النحاة للمدنيين من جنون بشار ورجاله .. لكنها وللأسف على عكس الحالة الليبية ستكون تدميرا تاما لسوريا لن تفيق منه قبل بضع سنين أو يزيد ,,


لكن هل سيصمت حلفاء بشار خاصة إيران عن هذا التدخل .. مع الأخذ في الاعتبار أن القواعد الأمريكية في الخليج في مرمى الجيش الايراني ويمكن استعمال هذا الأمر كوسيلة ضغط ؟!! أم أنه يمكن شراء سكوتهم مقابل مكاسب مستقبلية من التوتر المستمر والذي سيستمر بعد الضربة ؟!!