الاثنين، سبتمبر 19، 2011

اضراب المعلمين .. مهزلة في وقت الجد

بقلم : عبد الرحمن الحسيني

تتوالى علينا الأخبار منذ تنحى المخلوع عن إضرابات هنا وهناك واعتصامات ومطالب كلها تتحدث في زيادة الأجور وتحسين الأوضاع فتارة عمال مصنع كذا وأخرى موظفو شركة كذا ، ثم الأطباء (وان كنت أرى لهم عذرا بسبب البلطجة على المستشفيات) وأخيرًا المعلمين .
لست ضد أن يتم تحسين أوضاع المجتمع كله والمعلمون أحد أهم فئات المجتمع إذا هم أدو رسالتهم في تربية أجيال الوطن وتعليمه ..
اضراب المعلمين يشوبه الكثير من الإشكاليات التي تجعله مهزلة في وقت الجد ، وبلطجة شعبية على حكومة ضعيفة ، من هذه الاشكاليات :
1-      الاصرار على زيادة الرواتب أو وضع جدول زمني لتلك الزيادة في وقت تتسول فيه الحكومة من كل بلاد الدنيا لتحمي الاقتصاد من الانهيار .
2-      المعلمين كانت أكثر فئات المجتمع اختراقًا من جهاز أمن الدولة وأقل الفئات مطالبة بحقوقها ، بل وأجبن الفئات عن المشاركة السياسية ، والآن الكل يريد القفز على التورتة .
3-      استغلال كثير من المعلمين للاضراب كوسيلة لزيادة تسعيرة الدروس الخصوصية وابتزاز أولياء الأمور .
4-      اختيار بداية العام الدراسي في ابتزاز واضح للمجتمع بتضييع العام الدراسي على الطلاب او تحقيق المطالب ، وهو مالا يليق بصاحب رسالة .
الحكومة الحالية (حكومة الطبطبة) كما هو حالها منذ أن جائت قد ترضخ لطلبات المعلمين وهنا مشكلتين :
الأولى : توفير الرواتب وزياداتها في وقت قارب الاحتياطي النقدي على المستوى الخطير .
الثانية : أن ذلك القرار سيناقش في مجلس الشعب القادم ولو ثبت عدم ملائمته للوضع الاقتصادي سيتم الغاؤه وبالتالي سيتم فتح باب جديد للاحتجاجات
نداء إلى المعلمين الشرفاء .. ليس هذا وقت تقسيم الوطن .. مستقبل أبناء مصر ليس محل مساومة أو ابتزاز .. مطالبكم مشروعة .. لكن الوطن والمجتمع ككل متطلباته أهم من تلك المطالب .. انقاذ اقتصاد الوطن اهم من مطالب فئة مهما كانت كبيرة أو مؤثرة .
الحكومة مطالبة بموقف حاسم وشجاع وواضح .. ليس هناك وقت للهزل ولا مجال للحلول الوسط ..