الاثنين، يوليو 23، 2012

ويسلموا تسليما .. خاطرة رمضانية 2

بقلم / عبدالرحمن الحسيني
"فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" [النساء:65]
وضع ربنا عز وجل هنا شرطًا من أهم شروط تمام الإيمان به عز وجل واستحقاق جزاء "المؤمنين" وهو التسليم بالحكم لله عز وجل ورسوله والرضا به .. ذلك أن الله أرسل الرسل ليطاعوا في الأرض لأنهم مبلغون عن الله عز وجل "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " النساء 64


فلا يكتمل إيمان الفرد منا إلا إذا ..
لجأ لشريعة الله عز وجل لتحكم كل تصرفات حياته ..
ثم هو ينفذ ذلك الحكم راضيًا غير مجبر .. مسلمًا حياته كلها لله .. جاعلا من شريعته منهجًا للحياة .

والتسليم لما أمر الله عز وجل ورسوله هو من أصول الإيمان .. فليس من الوارد أن يعقب المؤمن على حكم الله عز وجل أو يختار بعده "وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا مُبِينًا" الأحزاب 36

ويحصل تمام التسليم لأوامر الله عز وجل ورسوله الكريم بأن يؤمن الإنسان ويوقن أن الله الذي أمر .. هو الذي بيده حياته وموته .. نفعه وضره .. غناه وفقره ..

فلو كان في أمر الله احتمال نهاية حياة الإنسان (وهي أغلى ما يحرص عليه) فإن عدم تنفيذ الأمر لن ينجي من تلك النهاية .. ففي كل الأحوال تنتهي الحياة .. لكن ..

هل تنتهي حياة الإنسان ويلقى ربه وهو مقبل عليه منفذًا لأمره .. أم تنتهي ويقبل على ربه وهو مدبرعن أمره عاصٍ لخالقه ومولاه ..

(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ). النساء 78

نسأل الله عز وجل أن يرزقنا تسليمًا لأمره .. وطاعة لرسوله .. حتى نلقاه وهو عنا راض

ليست هناك تعليقات: