الأربعاء، يونيو 22، 2011

العودة للمربع صفر ... !!

بقلم : عبدالرحمن الحسيني



الوضع الحالي في مصر والسعي للانقلاب على الطريق الذي اختاره غالبية الشعب المصري لوضع دستور جديد للبلاد من هيئة تأسيسية منتخبة من البرلمان المنتخب من الشعب يذكرني بلعبة السلم والثعبان .

فما إن بدأت اللعبة السياسية بعد الثورة حتى بدأ الاسلاميون يحصدون مكاسب متتالية نتيجة تواجدهم في الشارع لسنين مضت رغم القمع والظلم الذي تعرضوا له ، وبدأت تتحدث الحركات الإسلامية من منطق قوة عن تحالفات تطمينية حتى لا تنفرد بالسلطة الآن لأنها تركة ثقيلة على أي فصيل وطني .

هنا بدأ يحس بقية اللاعبين أن البساط ينسحب من تحت أقدامهم وأن مكاسبهم في تلك المرحلة ستكون محدودة للغاية وبعضهم قد لا يحصد أي مكاسب فتوقفوا عن اللعب وبدأوا يدفعون الأمور في اتجاه بدء اللعب من جديد بغض النظر عن التقدم الذي أحرزه باقي اللاعبين وبغض النظر عن التحالفات التي عرضها الإسلاميون ليتشارك أبناء الوطن جميعًا في مكاسب هذا السباق على الأقل هذه المرة التي يجب أن تكون مصلحة الوطن أولى من الفوز .

المشكلة الأساسية ليست بدء اللعبة من جديد ، ليست المشكلة الدستور أولاً لأن الماهر باللعبة لا يهمه أن يبدأ من جديد ، المشكلة أن هذا سيناريو قابل للتكرار مرات ومرات فقدرة أولائك اللاعبين على الفوز بمكاسب أكبر غير مؤكدة بل وغير واردة في ظل إصرارهم على الإطاحة برأي الشارع وطرح أنفسهم كمفكرين وأوصياء على الشعب ومصلحته .

أعجب فعلاً من الطرف الأضعف – أتحدث عن وضعه في الشارع – حين يشترط ويرفض عروض اللاعبين الأقوى على الساحة لتحالفات تضمن توزيع المكاسب على الجميع وأن لا ينفرد أحد بصنع القرار فنحن أمام طرفين يلعبون على الساحة :

أحدهما قوي يضحى بمكتسبات سياسية قد يحصل عليها في هذه المرحلة دون منافسة تذكر في مقابل مصلحة عليا للوطن،

والآخر يريد أن يرمي برأي الشعب وبنتائج أول ديمقراطية حقيقية عرض الحائط في مقابل تحقيق مكتسبات خاصة بتيار معين أو حرمان فصيل من المجتمع من بعض المكتسبات التي قد يحصلون عليها .

ما يقلقني من ذلك التيار الأضعف ليس سعيه لحصد مكتسبات معينة لأن هذا حق أي فصيل في المجتمع إنما المشكلة كونه يمتلك أبواق إعلامية ذات انتشار واسع ورؤوس أموال يسخرها كلها في سبيل تحقيق ذلك الهدف الإقصائي والاعتماد أساسًا على حملات تشويه منظمة بعيدة عن المصداقية والمهنية والأمثلة في ذلك كثيرة منها على سبيل المثال (العاشرة مساءًا – المصري اليوم – قناة أون تي في - .... الخ) .

السبت، يونيو 18، 2011

اخوان أون لاين .... أين المشكلة ؟!


بقلم : عبدالرحمن الحسيني

منذ مدة ليست قصيرة والكلام دائر والجدل محتدم حول تطوير إخوان أون لاين وما أسماه البعض "سقطاته المهنية" وبحكم عملي يومًا في هذا الصرح أردت أن أوضح رؤيا قد تكون غائبة عن كثيرين حول الموقع وهي المشكلة الأساسية في الموقع وتطويره وهي "التوصيف" ماهو موقع إخوان أون لاين ؟!



فهو إما أنه موقع يتحدث باسم الإخوان باختلافاتهم وآرائهم المتعددة فينشر وجهات نظر أفراد الإخوان وفي النهاية يتم نشر الرأي التي استقرت عليه الجماعة وهو بالتالي موقع يتفاعل مع كل أفراد الصف الاخواني وفي هذا التصور يكون نشر الموضوع أو الخبر حياديًا حتى في ألفاظه وفي هذه الحالة تتحمل الهيئة التحريرية مسئولية الحياد في نقل الخبر .


أو هو موقع يتحدث برأي مكتب الإرشاد وما اتفقت عليه مؤسسات الشورى داخل الجماعة فهو موقع يتفاعل من القيادة إلى الصف والراجع يكون فقط تعليق الأفراد على ما يطلب فيه الموقع تعليقٌا وما تريد القيادة عليه تعقيبًا ، وفي هذه الحالة تصبغ المادة الإعلامية للموقع بالكامل بوجهة النظر المحددة سلفًا حتى في عناوين وألفاظ الموضوعات والأخبار وفي هذه الحالة لا تتحمل الهيئة التحريرية خطأ التعبيرات والألفاظ.


الموقع في وضعه الحالي أقرب إلى التوصيف الثاني إلا أن العلاقة بين مكتب الإرشاد والموقع غير واضحة فهو موقع لكل فرد من أفراد المكتب بتصريحاتهم المتناقضة والمورطة في أحيان كثيرة بالاضافة لرأي مجلس الشورى أو مكتب الإرشاد في صورة (بيان الجماعة أو رأي الإخوان) ، فلا هو التزم الحيادية التي تتبع تضارب الآراء ولا التزم توحيد الرأي الذي يتبعه صبغ الموقع بهذا الرأي وفي هذه الحالة لا أرى أن الهيئة التحريرية تتحمل الجزء الأكبر من المشكلة ، فالمشكلة أولاً من الخلط بين التوصيفات وعدم وضوح العلاقة بين الجماعة وجهتها الإعلامية .


ليس الأمر دفاعًا عن هيئة تحرير الموقع وان استحقت مني هذا الدفاع ولكنه توضيح لأمر قد يغيب عن كثيرين ممن يحلمون بتطوير الموقع لأنهم لم تتوفر لهم الفرصة يومًا ليكونوا شهودًا من الداخل مثلما توفرت لي .. هيئة تحرير إخوان أون لاين والفنيين فيه حملوا عبء كبير منذ إنشاء الموقع وحتى الآن وكانوا في كل مرة هم الذين يدفعون ضريبة كونهم إعلاميي الجماعة والناطقين باسمها .


وأسوق هنا أمثلة سريعة من الحوادث الأخيرة :


مثال1: تصريحات د. الكتاتني بعد اختياره وكيلاً لمؤسسي حزب الحرية والعدالة من أن جميع قيادات الحزب ستكون بالانتخاب من الهيئة التأسيسية للحزب وأن اختيار مكتب الإرشاد له هو مجرد شكل إجرائي لاستكمال الأوراق ... ارتفعت سقوف التوقعات والآمال من أن هذا الحزب سيكون تجربة نموذجية فريدة من أول خطوة ..ثم انهارت تلك الآمال فجأة باختيارأكبر 4 قيادات للحزب لمدة 4 سنوات (رئيس ونائبين وأمين عام) .


مثال2 : اصرار بعض أعضاء مكتب الإرشاد وقيادات الجماعة على إحراج الهيئة التحريرية للموقع بتصريحاته الغريبة والمتناقضة والصدامية في كثير من الأحيان وأمثلة ذلك لا حصر لها وان أردت مثالا فاقرأ مقالات د.غزلان الأخيرة على الموقع ... منذ "لماذا لم يرشح الاخوان أحدًا منهم لمنصب الرئاسة" وانتهاءًا برده على بلال فضل ، أو دفاعه المستميت عن أخطاء أ.صبحي صالح رغم أن د.بديع نفسه قال إنه أخطأ ..


مثال3: تصدير مشكلة ما لأحد القيادات مع بيان الجماعة على أنه سقطة مهنية للموقع مثل ماحدث مع د.عصام العريان بعد مظاهرات الجمعة 27 مايو ... فبيان الاخوان يوم الخميس قال أن المظاهرات هذا اليوم تهدف للوقيعة بين الشعب والجيش والانقلاب على الديمقراطية .. فالموقع بصفته الهيئة الاعلامية للجماعة عنون الأخبار بجمعة الوقيعة .. فلماذا يتحمل الموقع وهيئته التحريرية مسئولية عدم اقتناع د.عصام بالألفاظ المستخدمة في بيان الجماعة ؟! أو مسئولية أخطاء الصياغة الإعلامية لبيان الإخوان الذي يأتي للموقع مكتوبًا وجاهزًا للنشر .


إذن التطوير أساسًا يكون بتحديد علاقة مكتب الإرشاد بالموقع والإعلان علانية عن هذه العلاقة حتى تتضح الرؤيا للجميع ويتضح الفرق بين ماهو خطأ مهني وماهو سير في الاتجاه الذي رسمته الجماعة ببياناتها وتصريحات مكتب إرشادها .

قد يظن البعض أني أتحيز هنا لشخص لا أنكر حبي له وتقديري ولكن يشهد الله أن هذه شهادة حق لما رأيت وأرى ولمجهود كبير بذله مجموعة من الاخوة الأفاضل سمتهم المهنية والنزاهة والتضحية في سبيل إنجاح ذلك الصرح العظيم أعان الله الجميع على تطوير العمل فيه فهو كأي صرح ناجح يحتاج دومًا للتطوير.