بقلم : عبدالرحمن الحسيني
الوضع الحالي في مصر والسعي للانقلاب على الطريق الذي اختاره غالبية الشعب المصري لوضع دستور جديد للبلاد من هيئة تأسيسية منتخبة من البرلمان المنتخب من الشعب يذكرني بلعبة السلم والثعبان .
فما إن بدأت اللعبة السياسية بعد الثورة حتى بدأ الاسلاميون يحصدون مكاسب متتالية نتيجة تواجدهم في الشارع لسنين مضت رغم القمع والظلم الذي تعرضوا له ، وبدأت تتحدث الحركات الإسلامية من منطق قوة عن تحالفات تطمينية حتى لا تنفرد بالسلطة الآن لأنها تركة ثقيلة على أي فصيل وطني .
هنا بدأ يحس بقية اللاعبين أن البساط ينسحب من تحت أقدامهم وأن مكاسبهم في تلك المرحلة ستكون محدودة للغاية وبعضهم قد لا يحصد أي مكاسب فتوقفوا عن اللعب وبدأوا يدفعون الأمور في اتجاه بدء اللعب من جديد بغض النظر عن التقدم الذي أحرزه باقي اللاعبين وبغض النظر عن التحالفات التي عرضها الإسلاميون ليتشارك أبناء الوطن جميعًا في مكاسب هذا السباق على الأقل هذه المرة التي يجب أن تكون مصلحة الوطن أولى من الفوز .
المشكلة الأساسية ليست بدء اللعبة من جديد ، ليست المشكلة الدستور أولاً لأن الماهر باللعبة لا يهمه أن يبدأ من جديد ، المشكلة أن هذا سيناريو قابل للتكرار مرات ومرات فقدرة أولائك اللاعبين على الفوز بمكاسب أكبر غير مؤكدة بل وغير واردة في ظل إصرارهم على الإطاحة برأي الشارع وطرح أنفسهم كمفكرين وأوصياء على الشعب ومصلحته .
أعجب فعلاً من الطرف الأضعف – أتحدث عن وضعه في الشارع – حين يشترط ويرفض عروض اللاعبين الأقوى على الساحة لتحالفات تضمن توزيع المكاسب على الجميع وأن لا ينفرد أحد بصنع القرار فنحن أمام طرفين يلعبون على الساحة :
أحدهما قوي يضحى بمكتسبات سياسية قد يحصل عليها في هذه المرحلة دون منافسة تذكر في مقابل مصلحة عليا للوطن،
والآخر يريد أن يرمي برأي الشعب وبنتائج أول ديمقراطية حقيقية عرض الحائط في مقابل تحقيق مكتسبات خاصة بتيار معين أو حرمان فصيل من المجتمع من بعض المكتسبات التي قد يحصلون عليها .
ما يقلقني من ذلك التيار الأضعف ليس سعيه لحصد مكتسبات معينة لأن هذا حق أي فصيل في المجتمع إنما المشكلة كونه يمتلك أبواق إعلامية ذات انتشار واسع ورؤوس أموال يسخرها كلها في سبيل تحقيق ذلك الهدف الإقصائي والاعتماد أساسًا على حملات تشويه منظمة بعيدة عن المصداقية والمهنية والأمثلة في ذلك كثيرة منها على سبيل المثال (العاشرة مساءًا – المصري اليوم – قناة أون تي في - .... الخ) .