الاثنين، مايو 05، 2008

إضراب مايو .. رد فعل صبياني لإضراب إبريل

بقلم أسد الدين

كانت هذه الأفكار تدور في رأسي قبل الإضراب وكنت مقتنعًا بها إلا أنني لم أكتبها حتى لا يتهمن البعض باحباط الناس أو الدعوة لإفشال الإضراب ، بل وتجاوبت مع دعوة الإضراب كما تجاوبت مع دعوة إضراب 6 إبريل وقضيت يومي في البيت .. ولكن حدث ما توقعت .. فشل الإضراب !!


لعل البعض من الذين دعوا للإضراب لم يكن يتوقع هذا الفشل ، ولم نكن نتمنى له الفشل ، إلا أنها دروس يجب أن نراعيها عندما ننظم احتجاجًا من أي نوع على فساد السلطة الحاكمة في مصر..


وهذه بعض الأسباب التي ساهمت في إفشال الإضراب - أو عدم تحقيقه النتائج المرجوة - :


أولا: الأنا التي سيطرت على منظمي الإضراب :


وأقصد هنا كل الداعين للإضراب سواء جروبات الفيس بوك التي بدأت تتناحرفيما بينها على نسب الإضراب لأنفسهم وأنهم فقط أبطال 6 إبريل والمضحين من أجله .. وأيضًا أقطاب حركة كفاية ممثلة في السياسي البارز (عبد الحليم قنديل) الذي أراد في مقال له وأظنه بعنوان (لا تظلموا إسراء) نشر في الدستور بعد خروج إسراء عبد الفتاح أن ينفي أي فضل لشباب الفيس بوك على نجاح إضراب 6 إبريل.


ثانيًا : شخصنة القضية الوطنية واستغلال مناسبة شخصية :


وهذا من الأسباب المهمة للفشل .. أن تحصر صراعك ضد الفساد في شخص من المفسدين ولو كان قائدهم ، لأن ذلك يجعل حل المشكلة بسيطة وهي ابتسامة من هذا المفسد حتى ولو كانت صفراء (علاوة 30%) وهي من أسباب تخاذل موظفي الدولة عن المشاركة بالاضافة للإرهاب الإداري .. وقد ضرب لنا القرآن المثل في ذلك .. فلأن قضية سيدنا موسى لم تكن فرعون الشخص وإنما فرعون الطاغية فإن القرآن راعى عدة عوامل :
1- لم يذكر اسمه كما ذكر اسم قارون .
2- لم يذكره في العذاب منفردًا إلا فيما ندر بل كان دائما يشير إلى (فرعون وهامان وجنودهما) أو (فرعون وملأه)
وهذا درس مهم لنا في تعاملنا مع الطاغية فنحن نتعامل مع قضية وطنية ضد منظومة فاسدة تحكمنا وليس ضد شخصية .


ثالثًا : عدم التنظيم أو التخطيط :


فهو إضراب لمجرد الإضراب .. لا له مطالب محددة ولا وسائل محددة .. كل ما في الأمر - وهذه وجهة نظري- أنه رد فعل صبياني لإضراب 6 إبريل ..


رابعًا : نجاح التهديد الأمني :


ومن أهم دلائل ذلك اختفاء أعلام حركة كفاية وكثير من شباب الفيس بوك من الساحات الإعلامية كأنهم كفاهم لسعة 6 إبريل فلم نر قنديل ولا إسحق ولا غيرهم ولا حتى تصريح في أحد الفضائيات أو المواقع .. هذا بالإضافة لموظفي القطاع العام وبعض أصحاب الشركات في القطاع الخاص الذين شددوا على موظفيهم بالانتظام هذا اليوم تحديدًا ..


هذه بعض الأسباب التي أراها أفشلت إضراب مايو واذا لم تعالج فلا تأملوا في إضراب بالمعنى والأثر السياسي الصحيح


وقبل أن أنهي أود أن أوجه رسالة لقادة جماعتي المباركة :


نثق في قراركم ورؤيتكم للأمور .. غير أن الاستجابة لهذا الإضراب رأيت أنه استجابة لضغوط المعارضة التي كالعادة تركتنا وحدنا في الساحة ولم تطق التضحية ببضعة أيام في معتقلات الداخلية .. على الرغم أن هذا الإضراب لم يوافق الشروط التي وضعتها الجماعة للمشاركة في الإضرابات .. سدد الله خطاكم ووفقكم الله