الثلاثاء، ديسمبر 07، 2010

بين ذئب عمر وقرش مبارك

بقلم : عبد الرحمن الحسيني

معلوم أنه من أطاع الله أطاعه كل شيء ، ومن خاف الله هابه كل شيء، والله سبحانه أكرم من أن يترك وليّا له بغير عون على ما يريد من الإصلاح وتقوى الله في كل أمر ... وبضدها تعرف الأشياء فقد قال عز وجل (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)



وقد دار بخلدي خاطرة وأنا أتابع الأحداث الأخيرة وخاصة أخبار هجوم القرش على السائحين بشرم الشيخ .. ذكرني ذلك بما روي عن حسن القصّاب رضي الله عنه يقول : رأيت الذئاب ترعى مع الأغنام في البادية أثناء خلافة عمر بن عبد العزيز، فقلت: سبحان الله ... ذئب في غنم لا يضرها فأجابني الراعي: إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس ... وروي عن التابعي الجليل مالك بن دينار رضي الله عنه أنه قال : لما ولي عمر بن عبد العزيز تساءل الرعاة في أقاصي البادية: من هذا الرجل الصالح الذي قام خليفة على الناس، فإن عدله كفّ الذئاب عن أغنامنا ؟! وقال موسى بن أعين: كنا نرعى الأغنام في " كرمان " في خلافة عمر بن عبد العزيز، فكانت الشاة ترعى مع الذئب بسلام ، وذات يوم هجم الذئب على الشاة ليفترسها، فقلت: " إنا لله وإنا إليه راجعون " ما أرى الرجل الصالح إلا قد مات. وحسبنا تلك الليلة فوجدناه قد مات فيها بالفعل.


وقد جاء في مسند أحمد أنه وُجد في خزائن بني أمية حنطة الحبة بقدر نواة التمر وهي في صرةٍ مكتوب عليها «هذا كان ينبت في زمن العدل»


قال أبو داود صاحب السنن عن نفسه «شبرت(قاس بالشبر) قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرًا، ورأيت أترجة على بعير قطعتين قُطعت وصيرت على مثل عدلين»


هذا كان أيام العدل والبركة ... أيام كان طعام الحاكم العدس .. ولبسه الخشن .. ومكانه بين الناس .. وقتها لم يكن هناك فقير ولا محتاج وامتلأ بيت المال بالمال حتى لم يستطيعوا غلق الخزائن ..


أما عندما غاب العدل وملأ الأرض الظلم ... عندما فسد الرأس فاعتل الجسد .. عندها هاجمتنا وحوش البر والبحر


منذ سنوات سمعنا عن (السلعوة) التي هجرت أعالي الجبال وأعماق الصحاري لأنها لم تجد ما يسد رمقها فنزلت لتؤذي الناس ..


واليوم تهجر أسماك القرش أعماق البحار لترتاد شواطئنا بحثًا عن الغذاء ...


أفسد علينا نظام مبارك الحياة بل وعلى كل المخلوقات ...
حقًا .. إذا صلح الرأس فليس على الجسد بأس أما عندما يفسد الرأس ففي الجسد كل بأس .. فاعتبروا يا أولي الأبصار !!


اللهم أذهب عنا ظلم من أفسدوا على خلقك البر والبحر والجو ... اللهم أرحنا من الظالمين والمزورين والمنافقين .. اللهم آمين

الخميس، أكتوبر 14، 2010

الرسالة أرسلتها العصابة .. فهل استقبلناها ؟؟


 بقلم : عبد الرحمن الحسيني
أرسلتها كلاب الأمن في الجامعات المصرية ..
القادم ليس مجرد اعتقال أو تلفيق قضايا ..
القادم ليس مجرد تفتيش همجي للمنازل ومعاملة سيئة للأهالي أثناء التفتيش ..
القادم ليس مجرد اغلاق مصادر دخول الأفراد التي هي مصدر تمويل الجماعة ..
القادم لن يكون فقط شطب من الانتخابات أو منع من التصويت ..
القادم لن يكون فقط اغلاق مكتبات ومهاجمة مطابع ومكاتب دعاية ..
القادم سيكون أسوأ بكثير ...
القادم غاية في الانحطاط والسفالة ..
القادم تخطى الحدود الحمراء ..

القادم ضرب وسحل في الشوارع .. هذه المرة ليس للرجال فقط .. وإنما الأمر طال الأخوات ...

ستطولهم البلطجة الأمنية في الشوارع ... غير مستبعد اعتقالات وإهانات للأخوات ..
هذه هي الرسالة .. أرسلتها العصابة التي تحكمنا من جامعات مصر ..

من جامعة الأزهر .. من منوف .. من الزقازيق .. من جامعات مصر ...
الأمن أرسل رسالته ردًا على قرار (المشاركة لا المغالبة) ...
فهل استقبلنا الرسالة ؟؟؟

اخواني :

القادم لابد فيه من قرارات صارمة حاسمة ...
كفانا تقهقرًا للوراء ..
تنازلنا عن حرمة النفس وحقها في الحرية كخط أحمر ... من قتل دون نفسه(دمه) فهو شهيد .

تنازلنا عن حرمة البيوت وحقها في عدم الاستباحة ...  من قتل دون حرمه فهو شهيد ..

تنازلنا عن حرمة الأموال وحقها في الصيانة .. من قتل دون ماله فهو شهيد ..

لابد أن تكون الخطوط الحمراء من نار ودم ... وليس خطب منبرية أو حبر على ورق ..

حرمة النساء خط أحمر (من نار ودم ) ... من قتل دون أهله فهو شهيد ..

حرمة النساء خط أحمر (من نار ودم ) ... من قتل دون أهله فهو شهيد ..

حرمة النساء خط أحمر (من نار ودم ) ... من قتل دون أهله فهو شهيد ..

من تجاوزه لابد أن يشعر أنه تجاوز ... لابد أن يحس بحرق النار ويرى كيف يسيل الدم ...

الأربعاء، يونيو 02، 2010

عقوبات على حرية الاختيار

بقلم: عبد الرحمن الحسيني

سيسجل التاريخ يومي 31مايو& 1 يونيو2010 ..... يومين من أيام العدوان على الحرية . حرية الشعوب في الحياة ، وحرية الشعوب في الاختيار ؟

                                             الحرية 8000

 أتذكرون لماذا يعاقب العالم الموالي للصهاينة (بما فيه الحكومات العربية) قطاع غزة ؟
عقاب قطاع غزة وبالتالي العدوان على من يساعده هو عقاب لمن اختار الإسلام ليحيا به .. عقاب لمن اختار الإسلام ليحكمه .. عقاب على الاختيار الحر.

الغرب الكافر ومعه الحكومات العربية الموالية .. لاتريد أن يحكم الإسلام المعتدل الوسطي الذي يعتبر أبرز ممثليه هم الإخوان المسلمين .. فما ان أتيح لشعب فلسطين انتخابا حرا .. اختاروا حماس .. ووقفوا خلفها بكل قوة وصبر .. صبر على الحصار كما صبر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في حصار قريش عليهم في شعب بني طالب .

هم أيضًا حوصروا وحوربوا .. عقابًا على حرية الاختيار .. عوقبوا على نفس الاختيار ..

الصهاينة أرادوا عقاب الشعب الفلسطيني عامة وشعب غزة خاصة على اختيار الإسلام منهجًا للحياة وبرزت مصالح الحكومات العربية وعلى رأسها حكومتي مصر والأردن وحكومة عباس(الغير شرعية) .. مصالحهم في القضاء على النموذج الإسلامي الذي لم تشهد المنطقة مثله .. نموذج الاخوان المسلمين(حماس) لأن هذا النموذج سيزيد الشعوب الساخطة عليهم رغبة في القضاء على عروشهم الظالمة ..

إن الجريمة الصهيونية التي حدثت تجاه أسطول المساعدات (الحرية 8000) لم تكن لتحدث بدون علم الحكومات المصرية والأردنية وحكومة عباس .. وأبرز ما أراه ديلا على ذلك .. هو أمر مبارك بفتح معبر رفح البري .. الذي كان دومًا مغلقًا حتى يأتي إذن الصهاينة .. فطالما فتحه فقد أتى الاذن في محولة لبعد الشبهة عنه (كالمثل القائل : يقتل القتيل ويمشي في جنازته- بل وقد يقدم بعض المساعدات لأهله).

نظام مبارك مرعوب من المعارضة الاسلامية لأنها الوحيدة التي لا تستأنس .. المعارضة الوحيدة التي لا يمكنه دس المؤامرات فيها لإفشالها باذن الله .. لذلك كان الحل هو القمع والتزوير .. فكان يوم ذبح الحرية الثاني ..

                                    مجلس الشورى 2010


دخل الإخوان الانتخابات بأعداد قليلة في رسالة للنظام أننا نريد أن نشارك لا أن نحكم .. نريد أن نكون في دائرة اتخاذ القرار لا أن نتخذ القرار .. رسالة مفادها للعاقل صاحب الفهم .. أن الحكم بالنسبة لنا كإخوان ليس هدفًا إنما هو وسيلة لم يحن وقت تقلدها بعد .. ولكن .. أين العقول التي تفهم .. والنفوس التي تحب الحرية التي تقدر الآخر ولو اختلفت معه ..

ماحدث يوم الشورى2010 كان مهزلة ليس لها نظير أو مثيل .. تزوير وتسويد ... بلطجة وإرهاب ... صفقات مشبوهة ... وأشياء أخرى ..

ماحدث في دوائر الإخوان كان يومًا أسودًا في تاريخ الحريات ...

بدأ اليوم بمنع المندوبين .. ثم بلطجة وحشود أمنية لمنع الناخبين .. فتسويد للبطاقات الانتخابية ... فدخول صناديق مجهولة المصدر للجان الفرز قبل ميعاد الفرز ... وإعلاق مبكر للجان التصويت ... ثم .. الفرز .. (بلطجة أمنية .. وهمجية موظقين .. وأصوات تكتب للمرشح المتفق على التزوير لصالحه دون النظر في بطاقات التصويت .. ثم اعتداء على مناصري مرشح الاخوان بل وعلى المرشح نفسه أحيانا ..

إن مجزرتي الحرية لهما دليل على أن العالم كله يحتاج للإسلام .. الاسلام الذي يدعوا للحرية ويشجعها .. الإسلام الذي يرفض الظلم ويقف ضده ... الإسلام الذي ارتضاه الله للعالم ككله منهج حياة ... لذلك ورغم كل شيء ورغم كل ماحدث .......

                                      سيبقى الإسلام هو الحل
- مهزلة انتخابات الجيزة ... لحظة بلحظة
- مهزلة انتخابات الدقهلية
- لمتابعة أحداث الانتخابات في مصر

الجمعة، مايو 28، 2010

المرشد العام يكتب: الإسلام هو الحل.. فما الإسلام؟ وكيف يكون الحل؟


بقلم فضيلة المرشد العام : د. محمد بديع

شعارٌ وفَّقنا الله لحمل أمانته، وهي ثقيلة كرمز جامع مانع أثناء الحملة الانتخابية، وهو يعبِّر عن مشروعنا أدق تعبير؛ ولكنه يحتاج إلى تفصيل لما أجمله وشروح لما تضمنه..



وابتداءً.. يجب تحرير المصطلح كما يقول العلماء؛ فما الإسلام الذي هو الحل؟





سؤال قد يبدو غريبًا حتى على المسلمين أنفسهم، ولكن اعذرونا، فقد هُوجمنا بأسئلة أبسط ما يُقال عنها إنها عدم فهم لهذا الدين الرباني الشامل؛ لذلك احتاج النهار إلى دليل.



الإسلام: ليس منهجًا بشريًّا، ولكنه منهج رباني أنزله مَنْ خلق النفس البشرية، ويعلم ما يصلح لها وما يصلحها ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)﴾ (الملك).. وأستدرك فأقول: إن المقدس فيه هو العقيدة وأصول الشريعة والأخلاق والمعاملات.. أما الفروع فهي تسمح بتعدد الآراء والاجتهادات، بل والنيات حسب الظروف والأحوال الخاصة والعامة، وترحب بالصالح النافع من كل مصدر إسلامي أو غير إسلامي "الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها" كما قال صلى الله عليه وسلم، كذلك لا توجد قداسة أو عصمة لبشر مهما بلغت درجته في المسئولية الدينية أو الحكومية أو الرئاسية، وليس معنى الإسلام هو الحل أن نخلط الفروع بالأصول والثوابت بالمتغيرات "نثبت المتغير فيحدث الجمود " أو "تغير الثابت فيحدث التحلل من القواعد والقيم"، وهذا أكثر ما وقع فيه بعض الجماعات قديمًا وكثير من الإعلاميين والصحفيين حديثًا.





وقد أوجزها وأجملها- وما أجملها- كلمة قالها الصحابي الجليل الحباب بن المنذر رضي الله عنه لمن هو خير مني ومنك ومن كل الرؤساء والزعماء والقادة (أهو منزل أنزلكه الله؟!) أي ثابت من الثوابت ليس مجالاً للرأي؟ (أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟) أي متغير من المتغيرات يسمح فيه بالاجتهاد والاقتراح حسب ضوابط الأصول؛ فقال صلى الله عليه وسلم: "بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، أي شجعه على إبداء الرأي الذي هو فعلاً قد جهَّزه وجاء به- وهذه إيجابية ذاتية رائعة- وأذن ووافق على التعديل والتغيير ليكتمل التشريع بالتطبيق، وأمر بتنفيذه فورًا، وكان بفضل الله أحد أسباب النصر في غزوة بدر الكبرى.





والذين يدَّعون بأن حكمَ الإسلام حكمُ حكومة دينية، كلام وزرائها مقدس، لا يقبلون نصيحة، ويرفعون في وجه كل مخالف لهم في الرأي سيفًا معنويًّا بأن كلامنا بالآية والحديث أي لا نقبل نصيحة ولا توجيهًا.. هؤلاء مخطئون أو متعمدون لا يخوِّفون غير المسلمين بل المسلمين أنفسهم؛ عن التحاكم لشرع الله الذي قال عنه رب العزة: ﴿فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)﴾ (النساء).





هؤلاء قال الله عز وجل عنهم: ﴿أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (50)﴾ (النور)، أما الاجتهاد البشري فصوابٌ يحتمل الخطأ، أو حتى خطأ يحتمل الصواب.





زاوية عدم الفهم الثانية عن الإسلام، فهي أنه كلما ذكر الحكم بالإسلام كمنهاج حياة يشمل مظاهر الحياة جميعًا؛ تبادر إلى الذهن من كثرة التشويه المتعمد والتطبيق الخاطئ أنه دين الحدود وقطع يد السارق ورجم الزاني.. أليس هذا هو فهم الشريعة الإسلامية؟! ويعلم الله إنه لفهم قاصر ظالم لدين أنزله الله رحمة للعالمين، أي لكل الكائنات للإنس مؤمنهم وغير مؤمنهم، وللجن مؤمنهم وغير مؤمنهم؛ رحمةً للحيوانات وللطيور والنبات بل والجماد.





فإن الشريعة الغراء السمحة هي التي تقضي أول ما تقضي بتربية الإنسان على قيم وفضائل ثابتة، لا تخضع للأهواء ولا للأزمنة ولا للأمكنة.. وعندما يوجد الإنسان الصالح توجد معه كل أسباب النجاح، وأول قيم بناء الإنسان عبوديته لله (ولله وحده)، وتحريره من كل عبودية لغير الله، فلا يخاف إلا الله فينطلق في الكون يعمِّره ولا يخربه، يصلحه ولا يفسده.


ويكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سياجَ المجتمع كله؛ لحماية هذا الإنسان من نفسه وشيطانه، ومن هنا يبدأ الانتماء للمجتمع الذي يحرص على أبنائه ويحرص أبناؤه عليه.



اسمع قول الله عز وجل: ﴿وَاللَّـهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا (27) يُرِيدُ اللَّـهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفًا (28)﴾ (النساء).





أليست هي الشريعة التي خاطبت الأسرى من الكفار ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّـهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (70)﴾ (الأنفال)؟



أليست هي الشريعة التي تفرض على ثلاثة رأوا رجلاً وامرأة يزنيان رأي العين أن يستروا عليهما، وإذا تحدثوا بذلك عُوقبوا هم؟!!




أليست هي الشريعة التي قررت حرمة النفس البشرية وحرمة المال وحرمة العقل وحرمة العرض، وانظروا إلى أهمية الحرمة، أي إن هذا تحريم إلهي، ليس قرارًا بشريًّا بحماية أو بصيانة هذه الحقوق للغير، وهذا المناخ الإسلامي الطاهر سيعيش فيه، ويتمتع به كل من يستظل بظله، كما حدث بشهادة حتى غير المسلمين.




لقد عاش المسلمون والنصارى بل واليهود (الذين نعاني ويعاني إخواننا المسلمون منهم كل هذه المعاناة)، عاشوا في كنف عدل ورحمة الإسلام، وما زالت إحدى عشرة آية في القرآن تبرِّئ يهوديًّا مظلومًا، وتتهم مسلمًا ظالمًا؛ نتعبد بها إلى يوم القيامة.




وبعد ذلك تأتي الحدود التي وضعها تشريع الله لنا لعلاج حالات الانحراف الفردية؛ لأن البشر ليسوا ملائكة، ولقد حدث في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه ما يستوجب إقامة الحدود، ولكن من نفوس لوامة رجاعة إذا أخطأت اعترفت، فما احتاجت لكل هذه الرقابة الأمنية التي لا تجدي، بل إلى رقابة الضمير وتأنيبه؛ فجاءت هي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لتطلب التطهير، وانظروا إلى قول السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان أول ما نزل من القرآن أن ذكر الجنة والنار حتى إذا ثاب الناس إلى ربهم نزلت آيات الحلال والحرام، ولو كان أول ما نزل من القرآن لا تقربوا الزنا لقال الناس لا ندع الزنا أبدًا".




وقضية ثالثة: أَعْتبرُها أمَّ المشكلات التي يعاني منها المجتمع وحلها هو الحل الجذري الناجع بإذن الله؛ ألا وهي اختيار القيادات، فهي ليست عملاً سياسيًّا ولا سياديًّا، ولكنها عبادة نتدرب عليها في المسجد عندما نتعلم صلاة الجماعة لاختيار الإمام وأولي الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، كما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا تدريب المجتمع كله على اختيار القيادات الصالحة؛ لأننا باختيارنا لها نستجلب رحمات الله علينا وعليها ونضيف صلاحها إلى صلاحنا.. أما إذا حدث العكس كما حدث ويحدث فستجلب هذه العناصر الفاسدة من هم على شاكلتها، فالطيور على أشكالها تقع، ويصبح الفساد ليس ظاهرة أخلاقية فردية، بل عملاً منظمًا تقوم به هياكل من أصحاب المصالح تحرص على بقاء الفساد؛ لأنها منتفعة به، وتحرص على انتشاره ورواجه ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ﴾ (النور: من الآية 19)؛ حتى لا يكونوا هم وحدهم الشواذ الغريبين في المجتمع، وهذا أسوأ صور الفساد من لوبي الفساد المنظم من أصحاب المصالح، وفي هذا الصدد حديث جامع شديد التحذير من رسول الله صلى الله عليه وسلم "من استعمل على قوم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أرضى لله منه؛ فقد خان الله ورسوله وأمانة المسلمين"، وهذه تعتبر خيانة عظمى بمفهوم العصر الحديث.





وقد قال الخليفة الملهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي وضع قواعد الإدارة العامة والمتابعة، كما لم تُوضع من قبل ولا من بعد أسس لها: "أرأيتم لو أني عمدت إلى خيركم فوليته عليكم أكنت قد أديت ما عليّ؟ قالوا نعم يا أمير المؤمنين.. قال لا والله حتى أنظر ماذا يصنع..."!!!.




ويكفي أن نعلم أن واحدًا فقط من هؤلاء المفسدين المحميين بلوبي الفساد هرب بعد أن سرق مليارًا من الجنيهات بضمانات شفهية، وتمَّ التستر عليه بعد هروبه وحتى الآن من هذا اللوبي صاحب المصلحة، فكم يعالج هذا المليار من المشكلات ويحل من الأزمات؟ وأيضًا بدلاً من أن ننفق المليارات على علاج الفشلَيْن- الذين انضموا إلى مجموعات الفشل- الكبدي والكلوي والسرطانات المستعصية على العلاج، ألم يكن الأولى والأجدى أن نمنع وصول هذا المفسد الذي تولى وسعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد؟! لأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، وقد تمت عشرات الإنذارات وبحت آلاف الأصوات المحذرة من ذلك "فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد"، وهذا الدرس المؤلم يجعلنا ننتبه ونقف صفًّا واحدًا لإبعاد باقي الفاسدين المفسدين "فنحن وهم في سفينة واحدة يريدون أن يغرقوها"، وإلا فسنظل ننفق المليارات على علاج آثار فسادهم وإفسادهم بلا جدوى.




وفي المقابل ألم يُمنع أهل الصلاح من تولي المسئوليات التربوية، وتم إحالة عشرات الآلاف منهم إلى أعمال إدارية، وأصدرت المحاكم آلاف الأحكام لبطلان قرارات إحالتهم هذه، وحرمان أبنائنا من تربية أهل الصلاح.. ألم يُحبس شباب الجماعات الإسلامية ظلمًا وعدوانًا بلا جريرة، وصدرت لهم عشرات بل مئات أحكام الإفراج ولم تُنفذ، ولم تحترم أحكام القضاء؟! ولعن الله قومًا ضاع الحق بينهم، بل مات منهم العشرات في السجون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لزوال الدنيا أهون على الله من قتل نفس مؤمنة"؛ مصداقًا لقول الله عز وجل: ﴿فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا﴾ (المائدة: من الآية 32).





ألم تُصادر مشروعات اجتماعية واقتصادية كانت تساهم في حل الكثير من مشكلات البطالة وأمراض المجتمع بجهود ذاتية تطوعية ابتغاء مرضاة الله، بحجة أن أصحابها من الإخوان المسلمين؛ ما دفع الكثيرين من أهل الخير والصلاح أن يحجموا عن إنشاء مثل هذه المشروعات الخيرية فتفاقمت المشاكل.. افتحوا أبواب الحرية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، حسب ضوابط ثوابتنا الأصيلة، يحمل الناس معك هموم ومشاكل الوطن والمواطن.




بقيت نقطة أخيرة تساءل بها الكثيرون بحسن نية أو بغيرها، وهي نقطة الخلافات الفقهية وأي إسلام تريدون تطبيقه، وقد تعددت الأشكال والفتاوى، واختار الناس أين الصواب وأين الخطأ، بل أين الحق وأين الباطل؟!

والحل سهل إذا خلصت النيات، ولزم كل واحد حدوده، وسألنا أهل الذكر إن كنا لا نعلم، إن عودة أوقاف الأزهر بل والأوقاف الإسلامية عامة حلٌّ جذريٌّ لتحرير الأزهر وعلمائه، وعدم تبديل وصية المسلمين الذين أوقفوا هذه الأوقاف ﴿فَمَن بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (181)﴾ (البقرة)، يتحرر علماء الأزهر، خاصة المسئولين منهم؛ من سلطان الدولة والوظيفة والراتب، وتُختار قيادته بالانتخاب من أهل العلم والورع والتقوى، وهم بفضل الله في مصر كثيرون، ويضم إليهم لجنة من إخوانهم المشهود لهم في باقي الدول الإسلامية، وتُعرض عليهم القضايا الخلافية والمستجدات التي تحتاج إلى اجتهاد، ويجعلون أمرهم وأمر أمتهم شورى بينهم، ويتفقون على الاختيار الفقهي الأصوب، أو يفتحون باب الاختيار لتعدد الصواب؛ عندها نسمع قول الله عز وجل ودعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تلاوة الآية يتردَّد في أسماع الدنيا ﴿قُلِ اللَّـهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (46)﴾ (الزمر)، (اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)...



أما قضية عالمية الإسلام، وكونها حلاًّ لهوان الأمة العربية والإسلامية، فكما أعزها الله به قديمًا فلن يعزها حديثًا إلا به ولهذا لقاء آخر.. جعلنا الله وإياكم هداة مهديين، وولَّى أمورنا خيارنا، وفتح بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين... آمين.


الأحد، فبراير 07، 2010

وفاءًا لصوت أثر فينا



بقلم : عبدالرحمن الحسيني
صوت ندي .. صوت ملؤه الإحساس .. صوت لا يخرج من الحنجرة ، إنما يخرج من القلب  .. تفتحت عليه آذاننا منذ كنا أشبالا في دعوة الإخوان المباركة  .. لم نعرف إلى وقت قريب إلا كنيته ..  ولم نعرف إلى وقت قريب جنسيته ..
فقط عرفنا (أبو راتب) منشد المقاومة ..
سرت في أعماقنا كلماته
     (إلنا الله وغير الله ما نقبل  ..  واللي بيربط حبله بربه ما يندم)

وألهبت مشاعرنا صيحاته

      (يا حماس علمينا البندقية .. ياحماس يابنت الشعب الأبية)

وسمت روحنا معه  

                       (ظهر الدين المؤيد .. بظهور الهادي أحمد)

وهفت قلوبنا إلى الجنة مع ترنيمته 

                      ( أن تدخلني ربي الجنة .. هذا أقصى ما أتمنى)
وتعلمنا الألفة بـ
              ( أخوتنا بين كل القلوب .. كقبلتنا بين كل الشعوب)

عشنا مع كلماته قضايانا فأسمعنا استغاثات المظلومين 

                      (مسلمة من أرض المشرق تستصرخ وا إسلاماه)
وعرفنا من أين تأتي العزة ... 
   كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا  ... كن مسلمًا وكفاك عند الله ذخرا   
    فإذا حييت ملأت هذي الأرض بشرا .. وإذا قضيت عرفت كيف تعيش حرا
فقلنا معه للدنيا ....
          خلي يدي فلست من أسراك   .. أنا يا حياة علوت فوق علاك

........   لا تعجلي فإذا الخلائق في الدنا سألتك من هذا الذي ناجاكي
          فتبختري صلفا وقولي مسلم .. وكفاك فخرًا ماسمعت كفاكي

وعشنا لدعوتنا فما زلنا نردد معه ... 
                        يادعوتي سيري ... كل الوفا ليكي وكل تقديري
ونهز الكون ليردد معنا ...
                  رددي ياجبال رددي ياسهول .. أننا بالفعال نقتدي بالرسول

تعلمنا من كلماته الإيمان ، ومن ألحانه الأخوة ، ومن صوته الحماسة لهذا الدين ، ومن شموخه العزة ..

إنه المنشد السوري محمد مصطفى (أبو راتب)

والذي اعتقلته الحكومة الأمريكية منذ أيام ، والتهمة (مناصرة حماس) ..

تلك التهمة التي لا يتبرأ منها .. فهو يرى أنه يؤدي ما يستطيع في خدمة تلك القضية

ويكفي أننا لازلنا إلى اليوم نردد كلماته وترن في آذاننا بصوته ..

تلهب حماسنا تجاه الأرض المباركة وقضية القضايا ..

حق هذا الرجل علينا أن ننصره ..

بل حق قضية فلسطين وقضايا الأمة الإسلامية علينا أن ننصر هذا الرجل .
               أن نسمع العالم أنهم إن حبسوا الجسد فلن يحبسوا الدعوة ..
                        إن غيبوا الرجل .. فلن يغيب صوته ..
إن منعوه من الإنشاد ، فلن يمنعوا الملايين من ترديد كلماته .. ونصرة قضية فلسطين معه ومن بعده ,,
صبرا أستاذنا صاحب الصوت الندي .. انه لجهاد نصر أو استشهاد ..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
الموقع الرسمي لأبو راتب

الأربعاء، يناير 27، 2010

شيِّد جدارك .. واصنع من الفولاذ عارك



للشاعر المصري د. أحمد حمدي والي

* ألقيتْ في المؤتمر العام لنصرة غزة بمدينة المنصورة بمصر* واعتقل صاحبها بعدها مباشرة فرأيت نصرة له وللقضية نشرها*
عبدالرحمن الحسيني
 
شيِّد جدارك

واصنع من الفولاذ عارك

وانقش على سيناء وشْم الذل ولتكشف عوارك

أسكرتنا كذبًا.. وسُقت على مسامعنا من الزور انتصارك

أغلقتَ ظهر الأرض كيْما يذعنوا

فتألقوا في صبرهم.. وهُزمت أنت ومَن أثارك

ألجأتهم بطن البسيطة علّهم

أن يدخلوا بعض الدواء إذا تعَاظم جرحهم

أو يدخلوا بعض الطعام إذا تجبَّر جوعهم

وأَبَـيْت ذاك... فرُحت ترسل مستشارك

من أي "غيـْطٍ" جاء لا أدري.. فما ذنب الكنانة كي تُنـصِّبها حمارك

ليقول للدنيا بأن الغدر شيمتكم

وأن سيادة الأوطان أن تقتل جارك

وسيادة الأوطان يلزمها جدارٌ يمنع الأنفاق أن تكسو الصغار

ويُؤمِّن المحتلَ في تلك الديار

فغدوتَ تُصليهم حصارك

شيِّد جدارك

واحشد عليهم ألف سجان..

وقل للعلقمي كفيتكم.. فاحفظ تتارك

واقرأ على الأعداء سِفر الذلِّ.. ثم اقرأ على نعش العروبة ما تيسر من "تبارك"

واشرب مع الأقزام من حكامنا

نخْب الفضيحة من دموع صِغارنا.. والعن صَغـَارك

ما عاد يؤلم أهل غزة فعلكم

مَن يطلب النصرة ممن.. قد تصَهْين أو تَمَارك

لو كنت حرًّا ما فعلت.. ولا أسأت لمصرنا

ولَصُنت في الدنيا دِثـَارك

لكنني والكل يعلم واثقًا.. ليس القرار هنا قرارك

لن تغفر الأجيال سوء فعالكم

وشواهد التاريخ لن تنسى عِثارك

شيد ففوق العرش ربٌ قادرٌ عليك يا مبارك

والشعب فوق الأرض يشتاق اندحارك