الجمعة، ديسمبر 25، 2009

تجرد وثقة هكذا نحن الإخوان


بقلم : عبدالرحمن الحسيني
أزمة انتخابات مكتب الإرشاد .. محافظون ضد إصلاحيين .. اقصاء .. اطاحة ... كلها مصطلحات ظهرت كثيرا في الأيام القليلة الماضية والتي ادعى البعض على شاب الإخوان أنهم معترضون ومعتصمون بل ويهددون بالانفصال أو اقتحام مكتب الارشاد وكثير من تلك الأمور والتي تعدت خط النقد الموضوعي أو النصيحة إلى حد التشهير ومحاولة تخويف الشعب المصري من الإخوان كبديل إسلامي وطني للنظام الحاكم وتصويرهم على أنهم فئات متضاربة .. لذلك وجب التذكير ببعض النقاط الهامة :

 - تعلمنا أن التجرد والثقة والشورى مباديء أساسية من الأساسيات التي قامت عليها دعوة الإخوان ..

* التجرد لله عز وجل و للفكرة دون الأشخاص فلا قدسية لشخص مهما بلغ من قيمة تربوية أو اجتماعية ولا تعصب لرأي مهما رآه صاحبه صحيحًا لو خالف الشورى .
* الشورى في الإخوان ملزمة .. ومن تمام التجرد لله عز وجل وللدعوة الرضا برأي الأغلبية من أهل الشورى لأن غير ذلك يكون تعصبًا لرأي أو شخص وهذا ضد ثوابتنا .

- حق الاعتراض وابداء الرأي والنصيحة حق أصيل لكل أخ بل هو واجب عليه ولكن دون تجريح أو اتهام .

- أهل الشورى في الإخوان يتم اختيارهم بالانتخاب من أصغر المستويات الى أكبرها فالمستوى الأصغر ينتخب المستوى الأكبر (مجلس شورى منطقة – محافظة – عام) .

* الثقة في الإخوان جميعًا من أصغر فرد إلى أكبر فرد ولا يجوز أن يتهم أخ إخوانه بالعمالة للأمن أو طلب شيء لنفسه خاصة .

- الأخ من الإخوان يفدي إخوانه بروحه ودمه وهذه رأيناها في الكثير من المحافل الإخوانية في الجامعة وفي العمل العام فأن يتهم أحد كبار أساتذة الإخوان ومربي فاضل (نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله) بأنه استقوى بالأمن على إخوانه فهذا أمر مفترى سيحاسب الله عز وجل قائله .

- الاخوان يعلمون أن الاختيار أمانة خاصة وكونه يتعلق بمن يتحمل عبء القيادة لجماعة تحمل المشروع الإصلاحي الإسلامي فالأمانة أعظم والتبعة أكبر فلا مجال للتأثير على الإخوان من أي أحد سواء من الإخوان أو خارجها لمحاباة شخص أو لإقصاء آخر  فهذا طعن في نزاهة الأخ وأمانته وهو أمر مرفوض داخل الإخوان  فضلاً عن أنه مرفوض إسلاميًا .

- مسؤولية اختيار 16أخ ليتكون منهم مكتب الارشاد من أكثر من 100 أخ كلهم كفء لهذا المكان أمر في غاية الصعوبة والتحيير - وأنا أشفق على كل أخ في مجلس الشورى العام من الحيرة التي أصابته – فبديهي أن يحصل بعض الإخوان على أصوات أكبر من إخوان آخرين قد يراها البعض الآخر أحق بالتواجد في هذا المكان .. وكلاهما يرى في رأيه مصلحة الدعوة .

- مكتب الارشاد ليس مطمعًا فعقوبته عند النظام محاكمة عسكرية (سجن من 3-7سنوات وقد تزيد) فلا مجال للقول بأن فلان كان يريد أن يكون عضوًا أو ما شابه وما يتردد من بعض الغير عالمين بالشأن الإخواني عن مبالغ فلكية يتقاضاها أعضاء مكتب الارشاد فهذا هراء .

- الظرف الأمني الباطش التي جرت فيه الانتخابات والتي تعيشه مصر منذ اغتيال الرئيس السادات بل ويزداد بطشًا ظرف استثنائي لابد أن يعذر فيه الإخوان إذا حدثت بعض الأخطاء الإجرائية (إن حدثت) لأن الحزب الجاثم على صدور المصريين لا يسمح للإخوان بالحراك السياسي بل والدعوي على أقل المستويات (المساجد والأحياء) فكيف بانتخابات سيكون بعدها مرشد سابق وعضو مكتب ارشاد سابق وهذا أمر لم يعهده أي تجمع سياسي مصري فضلا عن النظام العربي ككل .

- لكل فرد من الإخوان أعمال مطالب بها لنشر دعوته وإصلاح وطنه وتقصيره هو تفريط في حق الدعوة عليه ، كما أن انشغاله عن القيام بهذا العمل بأمر لا يؤثر على هذا العمل مباشرة أو ترك هذا الواجب لاعتراضه على قرار تم اتخاذ الشورى فيه .. كل هذا يخرج عن التجرد لله وللفكرة وللدعوة ويدخلنا في دائرة التعصب للرأي أو للشخص .

- الإخوان المسلمون شبابًا وشيبًا على قلب رجل واحد كلنا محافظون على الثوابت والمباديء إصلاحيو المنهج والهدف .. لسنا فرق متناحرة ، الشباب تعلموا من الكبار فهم بالنسبة لهم أساتذة يحترموا ويقدروا ولو اختلفت الرؤى والوسائل فهذه تختلف باختلاف الزمان والمكان .


وفي النهاية  هناك مكاسب كثيرة جنتها الجماعة المباركة في ظل تلك الأحداث التي يحلو للبعض أن يسميها أزمة على سبيل المثال :

- أصبح واضحًا للجميع أن الإخوان هم الفصيل السياسي الوحيد الذي لديه مؤسسات ديمقراطية حقيقية رغم كل الصعوبات والعقبات .

- أصبح واضحًا للجميع أن الإخوان هم الفصيل السياسي الذي لديه تداول حقيقي للسلطة وزهد وورع عن المناصب وأنهم يعتبرونها مسؤولية وليست مناصب شرفية .

- أصبح واضحًا أن الإخوان لديهم الاستعداد للتصحيح إذا ظهر خطأ مثل الوعد الذي قطعته قيادات مكتب الارشاد الجديدة بمراجعة اللائحة على يد قانونيين .

وغير ذلك كثير ..  نرجو من الله عز وجل أن تدفع تلك المكاسب العمل الدعوي والإصلاحي الوطني إلى الأمام خطوات فارقة ..

وعن الهجوم الإعلامي من بعض متصيدي الأخطاء على الإخوان
                              (لا تحسبوه شرًا لكم بل هو خير لكم )