السبت، يوليو 28، 2012

لم تخرج .. ولكنك أُخرجت (خاطرة رمضانية 4)

بقلم : عبد الرحمن الحسيني

سورة الأنفال .. الإفاقة المطلوبة لمن ظن نفسه وصل الى الكمال .. والضربة الموقظة للضمير الذي ظن يومًا أنه فعل الخيرات .. بعد تلك الأيام .. والذهاب للمسجد والقيام والصيام وإفطار الصائم والصدقات .. وأكثر من ذلك أو أقل .. ينبهنا ربنا عز وجل عبر آيات نزلت في أهل بدر (الصحابة ورسول الله صلى الله عليه وسلم) بعد أن عدد صفات المؤمنين


"يسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{1} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ{2} الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ{3}"

يبدأ التنبيه .. والإفاقة .. يامن فعلت كل ذلك أو فعلت أكثر منه .. لم تفعله بمجهودك .. لم تفعله لأنك أردت .. ولكنك تفعله لأن الله أراد بك الخير وأعانك ..
"كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ{5}"
.. نعم لم تخرج وانما أخرجك ربك .. لم تقم لتصلي وإنما أقامك الله لتصلي .. لم تطعم صائمًا وإنما أعانك الله لإطعامه ..

وتذكر يوم أمرك ربك فتكاسلت .. وجلست تناقش الحجج والأدلة .. وتأخذ برخص العلماء وان ضعفت

" يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ "
كم مرة وقفت تجادلك نفسك وتحثك على عدم الطاعة .. وتدفعك دفعًا للتكاسل .. وتذكر أن سيدنا عبد الله بن رواحة تأخر عن صاحبيه (جعفر وزيد) مع أنه قتل معهم شهيدًا في مؤتة ..  فقط لأنه تردد .. ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم يروي الغزوة لأصحابه : «ثم أخذ الراية عبد الله بن رواحة، فاستشهد ثم دخل الجنة معترضا». فشق ذلك على الأنصار، فقيل: يا رسول الله ما اعترضُهُ؟ قال: «لما أصابته الجراح نكل، فعاتب نفسه فتشجع، واستشهد ودخل الجنة فسري عن قومه».

وتذكر يوم شق عليك فعل الخير وأردت الراحة وحدثتك نفسك ألو كان الصيام في غير هذا الحر وفي وقت أقصر "وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ" .

أتظن أنك بدعوتك لفلان للخير استجاب لك ؟!! "وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى" بل هداه الله وأعطاك الأجر !!

وتخيل لو جعلك الله من هؤلاء "وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ{21} إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ{22}" فلنعلم أننا في فضل كبير منه سبحانه وتعالى

واحمد الله عز وجل أنه لم يحل بين قلبك وبين الهداية .. ويسر لك الاستجابة لأمر الله ورسوله

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ{24}"

كلنا في حاجة لأن نتذكر .. أن نقرأ القرآن على أنه موجه إلينا وليس فقط الى من نزل عليهم .. أن نعلم أنه ليس لأحد منا فضل في طاعة وإنما هو أمر يستحق الشكر لله .. هو أمر يوجب التوبة والطاعة المستمرة ..

ليست هناك تعليقات: