الأربعاء، أكتوبر 19، 2011

وفاء الأحرار ، وفيتم شكر الله لكم


بقلم : عبد الرحمن الحسيني 
تحية إكبار : للمقاومة الفلسطينية العظيمة وصبرها الجميل ووفاءها بوعدها لأهلها ... وفيتم شكر الله لكم .
تحية للأسرى المحررين وللشهيد أشرف معشر وإخوانه خاطفي شاليط الذين حقق الله بهم هذا الأمر العظيم .


تحية إعجاب : للمقاومة الفلسطينية واستخباراتها التي دوخت استخبارات الموساد والسي آي ايه وأمن الدولة المصري (في النظام البائد) الذين تكالبوا وتوحدوا طيلة السنين الخمس ليعرفو مكان شاليط وحاربوا غزة وعذبوا المجاهدين ... حتى أوشكوا أن يوقنوا أن شاليط إما مقتول أو ليس في غزة ثم هو يخرج عليهم من غزة في أكبر ضربة موجعة لتلك القوى التي تدعي أنها عظمى .

وفرحة بالعود الحميد : للدور المصري المشرف الذي نتمنى أن يستمر على هذا النحو رائدا للمنطقة و تعود مصر كما كانت سيدة الدنيا ..

درس عظيم لقنته المقاومة لكل القوى المنبطحة في المنطقة .. لعباس دايتون وأعوانه الذي مازال يريد التفاوض على دولة على 22% من مساحة أرضه فقط .. إلى من ادعوا أن المقاومة تلهوا وتلعب وتجلب الدمار وفقط على الفلسطينيين .. درس عظيم أنه حينما تريد أن تتفاوض لابد أن يكون معك ما تضغط به على خصمك .. وإلا فانه استسلام .

وللمعادلة تصحيح :
البعض أراد أن ينزع فرحتنا وأخذوا يرددوا أن المعادلة خاسرة لأنها نسبة بين كرامة 1مغتصب : كرامة 1027 أي (1027:1)مناضل لكنها ليست كذلك أبدًا فالمعادلة لا تقاس بهذه الطريقة دون النظر لمعاملات حول المعادلة
-     فالصفقة ليست تبادل أسرى بالمعنى العسكري لأنهما ليسا جيشان يحاربان وإنما مقاومة ومحتل وفي هذه الحالة على المقاومة تحقيق أكبر المكاسب الممكنة عند التفاوض .
-          والصفقة نتيجتها إرغام الصهاينة على ماكانوا يكابرون على تنفيذه وهو التفاوض مع مركز قوة وليس مع مستسلم مثل عباس دايتون .
-     والصفقة أثبتت فشل الاستخبارات الصهيونية وعملائها في المنطقة على اختراق صفوف المقاومة والوصول إلى شاليط الذي كان مأسورًا في غزة التي لا تزيد مساحتها عن مساحة محافظة صغيرة في مصر (تقطع بالسيارة من شمالها إلى جنوبها في حوالي 45 دقيقة) طيلة خمس سنوات .
ولمن مازال يصر على المعادلة .. فالمعادلة الصحيحة تكون :
المغتصب = كل الأسرى الصهاينة عند المقاومة ... والمناضلين المحررين هم فقط سدس الأسرى الفلسطينيين لدى الاحتلال ..  أي أن النسبة تساوي  1 : 0.16

الجمعة، أكتوبر 14، 2011

آفات ثورية

بقلم : عبدالرحمن الحسيني

الثورة من وجهة  نظري لا تأتي بالتغيير .. بل هي حراك عنيف لوضع راكد لابد أن تتبعه جهود التغيير وإلا فقد تعود الأمور لسابقتها أو أسوأ إذا عدنا لحالة الركود مرة أخرى ... 

غير أن مرحلة تنظيف الشوائب التي علقت والقاذورات التي علت السطح (التغيير) تحتاج إلى حراك أقل عنفًا وتحرك أكثر حكمة وخبرة لتفادي احتمال هروب الشوائب الى القاع أو اندماجها ببعض العناصر الطيبة فتختفي عن الأعين ومن ثم تظهر من جديد ربما بشكل أكثر قوة وأكبر مناعة .

الوضع الثوري في مصر بعد ما 9 شهور من نجاح الحراك العنيف في الاطاحة ببعض رموز الفساد ورأسه به ايجابيات رأيناها وعشناها وآفات نحتاج لتلافيها والبعد عنها منها :
1- استعجال الغنيمة : ظهر ذلك جليًا في الاضرابات والمظاهرات الفئوية التي ملأت الشوارع المصرية للبحث عن مكاسب شخصية دون النظر للمصلحة العامة وما يمليه علينا الوضع الراهن (خاصة الاقتصادي والأمني) .

2- تجاهل مجهودات الآخرين : واعتبار أن من دعا لمظاهرات يوم 25 يناير فقط هم أصحاب الفضل وأن غيرهم لم يفعل شيء حتى لو كان غيرهم هذا ناضل لمدة 60 عاما منذ استيلاء عبد الناصر على الحكم عام 54 وأن الخروج يوم 25 أو 28 يناير كان من ثمرات هذا الكفاح الطويل .

3- ترميز شباب غير مؤهل : واعطاؤه مكانة الخبير الواعي الفاهم للأمور لمجرد أنه استطاع أن يصل إعلاميا أيام الثورة بفيديو أو لقاء في برامج التوك شو في حين أن هذا الشباب في معظم الأحيان غير مؤهل نفسيًا ولا علميًا لهذه المكانة الاعلامية .

4- عدم احترام النظام العام : ظواهر كانت موجودة قبل الثورة إلا أنها زادت بعد الثورة وزادت حدتها حتى أنني في بعض الأحيان يعتريني اعتقاد أن كثير من الناس في وطني لا يصلح لهم إلا العصا ... ويظهر ذلك في كثير من سلوكيات الناس مثل سائقي الميكروباص الذي صار يسير مخالفا أمام شرطي المرور وإذا أوقفه الشرطي قد يتعدى عليه بالسباب .. ومثل سائقي الملاكي الذي يركن سيارته صف تاني وتالت ولا يعبأ بمصالح الناس .
5- التعدي على تقاليد المجتمع : وتعاليم ديننا الحنيف من احترام الكبير والعطف على الصغير من ذلك تعدي بعض الشباب بألفاظ بذيئة على أفراد أكبر سنا معتبرين ذلك نقدًا وسياسة ...

بالطبع هناك ظواهر وآفات أخرى لم أذكرها حتى لا يطول المقال .. لكن وباختصار قامت الثورة وكثير من أفراد المجتمع ومنهم ثوار لم يهيأ بعد أخلاقيًا لممارسة الحرية والاختلاف .. لم يهيأ بعد أن يكون رقيبًا على نفسه لا يحتاج قانونا يسوقه فضلا أن يكون سلطانًا يسوقه .. لم يهيأ بعد أن يحاور بأدب وأن ينقد باحترام لتقاليد المجتمع .. لم يصل بعد لمرحلة احترام رأي ذوي الخبرة حتى لو كان معارضا لوجهته وأن يتعلم منه فيما هو جديد عليه ..

إن قرار شباب من الثورة بمقاطعة الانتخابات القادمة هو هروب من أول استحقاق من استحقاقات الحرية وكان أولى بهم أن يندمجوا وسط الشرفاء من المجتمع وهم كثر لمحاولة ابعاد الفاسدين عن برلمان الثورة الذي سيضع دستور مصر الجديدة .. أما الاستعلاء عن مشاركة الكبار بحجة أننا شباب الثورة هو محض كبر يودي بصاحبه إلى التهلكة لأنه كالبالون "منفوخ ع الفاضي"