الاثنين، ديسمبر 17، 2007

بعد مرور عام على اعتقال م.خيرت ومجموعته .. إلى قاضي العسكرية وزبانية النظام : اقض ما أنت قاض .. انما تقضي هذه الحياة الدنيا ..

بقلم : أسد الدين

مر عام على اعتقال م.خيرت الشاطر ومجموعته المحالون للمحاكمة العسكرية .. وفي هذه الذكرى كان لابد من توجيه مجموعة من الرسائل لعدة جهات .. منها : رسالة للمعتقلين وأهلهم : ندعوا لهم فيها بالثبات وأن يعوضهم الله خيرا عن الظلم الذي حل بهم وأن يكتبهم الله مجاهدين في سبيله .. ورسالة للزبانية .. ورسائل أخرى كثيرة الا أني آثرت أن أكتب رسالة أعم وان كانت موجهة لزمرة معينة .. رسالة رغم أنها موجهة الى فرعون مصر وزبانيته الا أنها أيضا توضيح لمبدأ يجب أن يعرف الجميع أننا كحاملين لرسالة اصلاحية مرجعيتها اسلامية لن نحيد عنه وهو ...

(الله خير وأبقى)

الى الفرعون الحاكم ومساعديه من وزير الداخلية وحتى أصغر مجند في هذا النظام الفاسد : (( اقض ما أنت قاض .. إنما تقضي هذه الحياة الدنيا )) نعم فأثر ما تحكم به لن يؤذينا إلا في الحياة الدنيا التي لا نريد منها أكثر من أن نطيع الله فيها وإيذاؤكم لنا في الدنيا يزيد درجاتنا في الدنيا والآخرة أتذكر شركة سلسبيل ... أغلقتها وصادرت أموالها .. ماذا فعلت ؟؟؟ قضيت هذه الحياة الدنيا ... ولكننا آمنا بأن الله خير وأبقى

أتذكر من حاكمتهم عسكريا قبل ذلك وقضوا سنوات خلف القضبان ما حالهم ... مازالوا يعيشون حياتهم التي كتبها لهم خالقهم ... أتدري لم ؟؟؟ لأنك قضيت الحياة الدنيا .. لكنهم آمنوا أن الله خير وأبقى

بل اتعظ بسلفك ... أعدم زينة رجالات مصر .. ثم ماذا ؟؟ ظل سيد قطب صاحب الظلال وتراثه محفوظ في قلوب وعقول الكثيرين قبل أن تحفظه الأوراق ... وظل عبد القادر عودة عالم القضاء الجنائي الإسلامي ... وماذا قضى هو ؟؟ قضى هذه الحياة الدنيا وهم آمنوا أن الله خير وأبقى ..

بل عد الى الخلف قرونا وانظر لمن كان بمكانك وأراد بطشًا بمن آمنوا حتى يعودوا عن ايمانهم .. أصبحوا شهداء في جنات النعيم وأسماؤهم بسطور من نور في تاريخ الأمم الصامدة .. وهو أصبح وزبانيته " أئمة يدعون إلى النار" ليس بكفره فقط لأن كثير من الكفار سيدخل النار .. الا أن ظلمه جعله إمامًا يدعوا الى النار ..

والآن أيًا كان الحكم الذي ستمليه لزبانيتك بما فيهم من نصبته قاضيًا .. ماذا تريد أن تثبت أو تقضي .. لن تفعل أكثر مما فعلته سابقًا لن تقضي إلا هذه الحياة الدنيا .. ولن تفت في عضدنا ولا ثباتنا لأننا جميعًا بفضل الله نؤمن بأن الله خير وأبقى وباذن الله نعاهد الله أن لا يكون سحرة فرعون موسى أقوى إيمانًا ولا أصدق يقينًا منا ..

لا تتخيل يومًا أنك ببطشك ستنحينا عن طريق الله الذي اخترناه .. لن نتخلى عن حربنا ضد الفساد والمفسدين .. لن نسكت طالما هناك حق مسلوب وكرامة منهوبة .. لن تخيفنا كلاب الشرطة المسماه بالأمن المركزي التي تطلقها على من يعارضك اسمع جيدًا وعِ الرسالة فالعاقل من اتعظ بغيره ..

لن أزيد عما قال سلفنا لسلفك :

يا فرعون اليوم :

".. لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا " سورة طه72

وإلى المجاهدين خلف القضبان وذويهم .. أساتذتي العظماء وأهلونا الكرام لستم بحاجة لأن أذكركم " َاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" سوة طه73

الثلاثاء، ديسمبر 04، 2007

لله درك يامطر..عباس اليوم تخلى عن سيفه والمتراس

لله درك يامطر
عباس اليوم تخلى عن سيفه والمتراس .. وحتى القرطاس
بقلم أسد الدين
كتب الشاعر أحمد مطر منذ سنين قصيدة بعنوان حكاية عباس وكان يقصد بها الراحل ياسر عرفات وعن تخليه عن الجهاد واكتفاءه بالشجب والاستنكار وأحيانا التهديد
لا أدري لم أسمع شاعرنا يكتب عن عباس اليوم ... لذلك قررت أن أكتب أنا .. ليس شعرًا لأني لست شاعر وإنما هو محاولة لمحاكاة حكاية عباس .. وليعذرني الشاعر الكبير ومحبيه ..

عباسٌ ماعاد منتبه ولا يقظ ولا حساس ..
عباس تخلى عن سيفه والمتراس ..
استبدل السيف بالكاس ..
ومزق القرطاس ..

عباس قبل أن يُضيفه لصه
شرب الخمر وترك القهوة
سلمه المرأة والأولاد .. سلمه النعجة
أعطاه الضفة
بل قاتل أخاه ليسلم غزة
عباس اسمع مني قولة
قالها أجدادنا حكمة
"آخر خدمة الغز .. علقة"

الخميس، نوفمبر 29، 2007

كالعادة يرسب الزعماء(العملاء) العرب في اختبار الإخلاص للوطن

بقلم أسد الدين
كما عودنا القادة العرب (ربنا ما يقطع لهم عادة .. يقطع خبرهم من الدنيا قادر ياكريم) لابد من شهود بيع فلسطين ، ولم لا وقد شهدوا كل العقود الماضية وباركوها (هي جت على أنابوليس ..
حتى سوريا وحاكمها الأسد الثاني سليل العميل حافظ الأسد .. سوريا التي مازالت ترضخ تحت الاحتلال ولا نأخذ منها في كافة المحافل الا كلمات قوية رنانة لا أثر لها في الواقع .. حقا "من شابه أباه فما ظلم" و"ابن الوز عوام" يبقى لازم ابن العميل تربية الخواجات يطلع عميل " هي الحداية بترمي كتاكيت" ..
ولبنان : جربت كيف يكون الانتصار وكيف يخرج المحتل ومع ذلك تهرول لمؤتمرات الخزي والهوان .. حقا يئست أن أجد بين قادة العرب شريف ..
ماذا يريد العرب من تلك المشاركة الجبارة بأكثر من نصف القوة العربية ( طبعا بقيادة عملاء مصر والسعودية) في ذلك المؤتمر؟؟
اليهود أنفسهم رفضوا المؤتمر يرفضون التنازل عن أي شيء لا عن الأرض ولا عن السياسات .. يرفضون عودة اللاجئين .. يرفضون فك المسطونات .. قالتها مواطنة صهيونية بالحرف الواحد (لقد تركنا مسطوتنات كثيرة في غزة ولن نتنازل عن شيء آخر للفلسطينيين )

هل حقا مازال هناك معتوه يصدق أنه يمكن أن يتحقق سلام في المنطقة وهذا السرطان مزروع في فلسطين ؟؟
هل حقا هناك غبي يريد أن يسقط في الحفرة للمرة الـ..... (معلش فقدت القدرة على العد) ويصدق أنه يمكن أن يسالم الصهاينة ؟؟
هل لازال قادة العرب يبحثون عن يهود مودرن غير اليهود الذين قتلوا الأنبياء ونقضوا العهود والمواثيق ؟؟
ومعذرة فلعميل مصر نصيب ..
مرت أعوام على كامب ديفيد ، فلسطين مازالت محتلة ، والجولان مازالت محتلة ،.... اعذروني وسيناء مازالت محتلة ...
هل هناك بلد في الدنيا يحمي حدودها مع محتلها السابق رجال الشرطة بالأسلحة الخفيفة ؟؟
ماذا فعل عميل مصر لمن يقتلون مجندي الشرطة على الحدود ؟؟ ... آسف جدا هم اعتذروا !! مينفعش نقطع علاقتنا بيهم بس عشان قتلوا جندي .. لازم عشرين أربعين مرة واحدة ... لا لازم يدخلوا البلد تاني .. ماهم فيها فعلا ... سيناء مليانة يهود وبيدخلوها أسهل من المصريين واسألوا اللي بيشتغل في الغردقة وشرم الشيخ (عزبة الرئيس واليهود) ..
شفتم الكلام عن العملاء ودانا فين ؟؟ عشان كدة مكنتش عايز أتكلم عن مؤتمر سقوط بقايا أوراق التوت عن عورات الحكومات العربية والغربية مؤتمر "أنابوليس" أو كما أحب تسميته
(مؤتمر الخريف)

الثلاثاء، نوفمبر 06، 2007

رؤية حول القراءة الأولى لبرنامج حزب الإخوان

بقلم: أسد الدين

أثارت القراءة الأولى لحزب الإخوان جدلاً واسعا في وسائل الإعلام ولاقت بعض نقاطها انتقادات من الكثيرين ومنهم من داخل الإخوان أنفسهم . لذلك رأيت أنه بصفتي فرد في هذه الجماعة المباركة ينبغي أن أسجل رأيي بصراحة في البرنامج والانتقادات التي وجهت إليه ...
برنامج حزب إسلامي واقعي

بداية ... ما وصل إلى فهمي عندما قيل برنامج لحزب الإخوان أنه :

أولاً: برنامج لحزب إسلامي أو ذو مرجعية إسلامية بمعنى أن الشريعة الإسلامية لها المقام الأول في الاحتكام إلى مدى شرعية أو عدم شرعية تلك المواد ، نعم يضع الخبراء مقترحاتهم وتصوراتهم ، ولكن لابد أن يكون القول الأخير للشريعة الإسلامية .

ثانيًًا: برنامج وُضِع بواقعية شديدة وبرؤية لحال المجتمع المصري الحالي والذي لا يصح معه التغيرات المفاجئة والغريبة عن عاداته وتقاليده .
غير المسلم ورئاسة الجمهورية أو رئاسة الوزراء

جاء في برنامج الحزب تحت بند الدولة المدنية : "وللدولة وظائف دينية أساسية، فهي مسئولة عن حماية وحراسة الدين، والدولة الإسلامية يكون عليها حماية غير المسلم في عقيدته وعبادته ودور عبادته وغيرها، ويكون عليها حراسة الإسلام وحماية شئونه والتأكد من عدم وجود ما يعترض الممارسة الإسلامية من العبادة والدعوة والحج وغيرها. وتلك الوظائف الدينية تتمثل في رئيس الدولة أو رئيس الوزراء طبقا للنظام السياسي القائم. ولهذا نري أن رئيس الدولة أو رئيس الوزراء طبقا للنظام السياسي القائم عليه واجبات تتعارض مع عقيدة غير المسلم. مما يجعل غير المسلم معفي من القيام بهذه المهمة، طبقا للشريعة الإسلامية، والتي لا تلزم غير المسلم بواجب يتعارض مع عقيدته، كما أن قرار الحرب يمثل قرارا شرعيا، أي يجب أن يقوم علي المقاصد والأسس التي حددتها الشريعة الإسلامية، مما يجعل رئيس الدولة أو رئيس الوزراء طبقا للنظام السياسي القائم، إذا أتخذ بنفسه قرار الحرب مساءلا عن استيفاء الجانب الشرعي لقيام الحرب، وهو بهذا يكون عليه واجب شرعي يلتزم به"


وللأصوات المتعالية بحذف هذه الفقرة من البرنامج أو تغييرها أقول :

أولاً: أن نظام تحديد ديانة أو قومية الرئيس ورئيس الوزراء نظام قائم بالفعل:
ففي لبنان على سبيل المثال يحدد الدستور أن الرئيس يجب أن يكون مسيحيًا مارونيًا ، ورئيس الوزراء مسلم سني ، ورئيس الوزراء مسلم شيعي ... وكل الأصوات المتعالية في لبنان بالتوافق حول واقع سياسي جديد لم تتطرق إلى هذا الأمر ، وهذا يخضع لحساب نسبة كل ديانة أو قومية في المجتمع حتى لا تحدث فتنة ... والوضع عندنا في مصر يقتضي أن يكون الرئيس مسلمًا لأن نسبة غير المسلمين لا تتجاوز 15% على أعلى التقديرات وأكثرها تحيزًا ...

ثانيًا: أن هذا برنامج لحزب إسلامي :
فمن غير المنطقي أن يقدم حزب إسلامي ( يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية) غير مسلم لرئاسة الدولة ، أي أني أطلب من غير المسلم تحمل مسؤولية تطبيق الشريعة الإسلامية وهذا ضرب من عدم المنطقية ، كما أنه لا يضمن جدية تطبيق البرنامج الحزبي ...

ثالثًا : من يتحمل المسؤوليات الدينية للرئيس:
إذا كان الرئيس غير مسلم وسيعفى من القيام بالمسؤوليات الدينية ، فمن يقوم بهذه المسؤوليات ؟؟
إن ترك المجال مفتوحًا أمام غير المسلمين لتولي هذه المناصب (الرئيس، ورئيس الوزراء، ووزير الدفاع) سيحمل الدولة عبئًا جديدا ، إذ أنه يجب تشكيل مجالس أو لجان للقيام بالمسؤوليات الدينية التي لا يمكن لغير المسلم القيام بها ومنها قرار إعلان الحرب كما أوضح البرنامج ، وهذا الأمر يفتح علينا بابًا آخر من النقد إذ ستكون هذه اللجان والمجالس أشبه بالنظام الثوري الإيراني الذي يتخوف الجميع منه ...
لا حل إذا لهذه المعضلة إلا أن يقوم الرئيس ورئيس الوزراء بمسؤولياتهم الدينية وهذا يتطلب كونهما مسلمين في دولة إسلامية .

رابعًا: واقعية البرنامج تحتم ذلك ...
فواقع المجتمع المصري لا يستقيم مع ترشيح غير مسلم للرئاسة بدليل الانتخابات النيابية التي حدثت على مر السنوات الماضية ، فلا ينجح النائب المسيحي بانتخابات نزيهة ، حتى المسيحيون أنفسهم يصوتون للمسلم ويخذلون المسيحي .

وينبغي التنويه على أن هذا البند ليس معناه انتقاصًا من حقوق الأقلية غير المسلمة ففي البرنامج الكثير مما يدعم تلك الحقوق ومن أمثلة ذلك : حقهم في الاحتكام لشريعتهم في أمور بعينها تعتبر دينية في المقام الأول حيث جاء في البرنامج : "أقرت الشريعة الإسلامية حق غير المسلمين في الاحتكام إلى دياناتهم في أمور العقيدة والشعائر الدينية والأحوال الشخصية المتعلقة بالأسرة " ، بل إن إعفاء غير المسلم من الرئاسة هو من قبيل عدم تكليفه بحماية مالا يؤمن به ، وهذا من صميم الحفاظ على حرية الاعتقاد .
المرأة
جاء في برنامج الحزب تحت بند الأسرة والمرأة :" وتقوم نهضة أمتنا علي نهضة الأسرة كبنية أساسية. لهذا نري أهمية تحقيق التوازن في أدوار المرأة، وتفعيل دورها في الأسرة والحياة العامة. دون أن نفرض عليها واجبات تتعارض مع طبيعتها أو مع دورها في الأسرة. ونري أن الوظائف التي تقوم بها المرأة هي نتيجة توافق مجتمعي قائم علي المرجعية الحضارية والإسلامية. والنقاش حول بعض الوظائف، وإمكانية عمل المرأة بها (مثل القضاء) يجب أن يكون حالة من الحوار الاجتماعي والشرعي، للتوصل إلى توافق مجتمعي، تشارك فيه المرأة والرجل بالرأي والقرار. ونحن من جانبا نري أن الواجبات المفروضة علي رئيس الدولة، وهو له مسئوليات في الولاية وقيادة الجيش، تعد من الواجبات التي لا تفرض علي المرأة القيام بها، لأنها تتعارض مع طبيعتها وأدوارها الاجتماعية والإنسانية الأخرى"
في هذا البند يتحدث البرنامج عن دور المرأة في المجتمع ، وأنه ينبغي أن يكون هناك توازنًا بين دور المرأة كمسئولة أولاً عن أسرتها وكفاعلة في مجتمعها وتحت هذا البند رأى البرنامج أنه ليس مناطًا بالمرأة القيام بمسؤوليات رئيس الدولة ، وهذا البند يخضع لعدة اعتبارات :

أولاً: أنه مستمد من الشريعة الإسلامية :
ولن أستدل كما يفعل البعض بالحديث "لا أفلح قوم ولو أمرهم امرأة" لأن هذا الاستدلال فنده الكثير من العلماء وشراح الحديث واعتبره الغالبية حالة خاصة بسبب الحديث ...
الشريعة الإسلامية تعتبر المرأة مسئولة في المقام الأول عن بيتها وأسرتها ، وجعلت نفقتها والقيام على أمرها مسؤولية الرجال في المجتمع (زوجها ،أبوها ، إخوتها، الحاكم ،....) وهذا ليس انتقاصًا منها ، وإنما لتفريغها للقيام بمهمتها الأساسية، ومع ذلك لم تحرمها من حقها في ممارسة العمل المجتمعي وتنمية المجتمع بشرط عدم الإخلال بمسئوليتها الأساسية كحامية للأسرة من التفكك والانهيار ، لذلك كان عمل المرأة قضية يحكمها عرف المجتمع أو التوافق المجتمعي كما نص البرنامج ...

ثانيًا : التوافق المجتمعي :
بعيدًا عن أبواق الإعلام ودعاة تغريب المجتمع ، فإن واقع المجتمع المصري يعلن أن المرأة لا يمكن أن تمثل الرجال إلا فيما ندر وليس أدل على ذلك من نتائج الانتخابات التشريعية ونسبة التمثيل النسوي في البرلمان على الرغم من أن معظم الأعضاء المعينين نساء .. إذًا فهناك حالة من التوافق المجتمعي ترى أن المرأة لا تصلح للرئاسة بأي حال ...، كما أن هذا البند في البرنامج فيه من المرونة ما يوفر إمكانية إعادة النظر فيه إذا تغير التوافق المجتمعي حول عمل المرأة وإمكانية توليها هذا المنصب أو غيره .
إن رفض البرنامج لقضية تولي المرأة للرئاسة ليس طعنًا في أهليتها ، إنما هو حفاظٌ على مسؤولياتها الأساسية في الأسرة ولتماسك المجتمع ، وتمسكٌ بما توافق عليه المجتمع في هذا المجال ...
هيئة العلماء ... دور رقابي للحفاظ على المرجعية
"ويجب علي السلطة التشريعية أن تطلب رأي هيئة من كبار علماء الدين في الأمة علي أن تكون منتخبة أيضاً انتخاباً حراً ومباشراً من علماء الدين ومستقلة استقلالا تاماً وحقيقياً عن السلطة التنفيذية في كل شئونها الفنية والمالية والإدارية، ويعاونها لجان ومستشارون من ذوي الخبرة وأهل العلم الأكفاء في سائر التخصصات العلمية الدنيوية الموثوق بحيدتهم وأمانتهم، ويسري ذلك علي رئيس الجمهورية عند إصداره قرارات بقوة القانون في غيبة السلطة التشريعية ورأي هذه الهيئة يمثل الرأي الراجح المتفق مع المصلحة العامة في الظروف المحيطة بالموضوع، ويكون للسلطة التشريعية في غير الأحكام الشرعية القطعية المستندة إلى نصوص قطعية الثبوت والدلالة القرار النهائي بالتصويت بالأغلبية المطلقة علي رأي الهيئة، ولها أن تراجع الهيئة الدينية بإبداء وجهة نظرها فيما تراه أقرب إلى تحقيق المصلحة العامة، قبل قرارها النهائي ويتم بقانون، تحديد مواصفات علماء الدين الذين يحق لهم انتخاب هيئة كبار العلماء والشروط التي يجب أن تتوافر في أعضاء الهيئة"
هذا البند من البنود التي أثارت جدلاً واسعًا حول البرنامج على اعتبار أن هذا تكريس لحكم علماء الدين وحول هذا البند هناك عدة ملاحظات :
أولاً: نموذج موجود:
هيئة العلماء ليس أمرًا جديدًا أو مستحدثًا فعندنا مجمع البحوث الإسلامية من المفترض أنه يقوم بهذه الوظيفة ، لكن مقصد البرنامج هو تفعيل هذه الهيئة للقيام بدورها المنوط بها للحفاظ على الصبغة الإسلامية للمجتمع المصري .
ثانيًا: إصلاحات مطلوبة:
وعلى الرغم من أن هذه الهيئة موجدة فعليًا إلا أن واقع هذه الهيئة يتطلب إصلاحات كثيرة وأبرزها أن تكون بالانتخاب لضمان نزاهتها .. والاستقلال عن السلطة التنفيذية لضمان الحيادية وعدم الخضوع لتأثيرات خارجية ..
ثالثًا: ضرورة للحفاظ على مرجعية الحزب:
إن مرجعية الحزب الإسلامية تقتضي أن يكون هناك ضابط ورقيب للتشريعات والقوانين حتى لا تخرج عن إطار المرجعية ..
والملاحظ أن رأي هذه اللجنة استشاري في الأمور التي تخضع للاجتهاد (الأمور التي ليس فيها نصوص قطعية الثبوت والدلالة) ، وإذا حدث خلاف في الرأي بين الهيئة والسلطة التشريعية حول أحد هذه الأمور فان الوضع يعرض على المحكمة الدستورية العليا ولها الحق في تغليب رأي أي من الطرفين أو إحداث توافق بينهما ...
نقاط هامة ينبغي الإشارة إليها
لقد تغافل منتقدي حزب برنامج حزب الإخوان عن الإشارة للبرنامج من ناحية إيجابية لذلك أحببت أن أشير إلى ما رأيته يستحق الإشارة إليه ، وراعيت فيه أن يكون متميزًا عن غيره من البرامج الإصلاحية فعلى سبيل المثال :

1-اعتماد القرآن والسنة مصادر تشريع رئيسية ، أما كلام العلماء وآرائهم فيخضع للدراسة لمعرفة مدى مناسبته للوقت الحالي وفي هذا نص البرنامج على " والمرجعية الأساسية للشريعة الإسلامية بإجماع فقهاء المسلمين، قاصرة على مصدريها الأصليين، وهما القرآن الكريم، كتاب الله المعجز، والسنة النبوية الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قولية وفعلية، وهي مبينة للقرآن ومفصلة لأحكامه، وما عداهما من آراء العلماء والفقهاء والمجتهدين فهي تفسيرات واستنباطات واجتهادات بالعقل البشري، يؤخذ منها ويترك في كل عصر وفي كل بيئة بقدر موافقتها لمراد الشارع الحكيم ورجحان دليلها الشرعي وتحقيقها لمصلحة الجماعة وموافقتها لصحيح الوقائع والأحداث والعادات المتغيرة زماناً ومكاناً."
فعدم اتخاذ المذاهب الفقهية كمصدر تشريعي يعطي حرية أكبر للأمة ، والقضاء على الخلافات المذهبية لتوحيد الصف والاستفادة من كل المذاهب ومراعاة العصر الحديث ومتغيراته ، فالمذاهب الإسلامية وآراء علماء السلف وإن كنا نلتزم بها في العبادات والعقائد إلا أنها اجتهادات علماء في زمان معين و التشريع السياسي أمر يخضع لمتغيرات عصرية قد تحتاج إلى اجتهادات جديدة أو فهم آخر للنصوص تبعا للمتغيرات الجديدة وفي هذا المعنى ينص البرنامج على "النوع الأول الخاص بالعقائد والعبادات والشعائر الدينية وهو الشق الديني في الإسلام وإن كان يدخل في الجانب الدعوي للجماعة كهيئة إسلامية جامعة، ولكنه غير داخل في معنى الشريعة الإسلامى بالمفهوم القانوني الدستوري الوارد في المادة الثانية من الدستور وهو المفهوم الذي يعمل في إطاره هذا البرنامج، والذي يقتصر على المفهوم المدني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الإسلام، والذي يحكم الحياة الدنيوية بذات الإطار القانوني والدستوري ولا علاقة له بالجانب الديني البحت في الإسلام أو في غيره من الديانات"
2- وتحت بند إصلاح الجهاز الإداري العام : ينص البرنامج على " ولضمان كفاءة الجهاز الإداري وحياده، يجب أن تخضع الترقيات لقواعد موضوعية ثابتة ومستقرة، مع وضع نظام واضح للمساءلة والمحاسبة، وضمان نظام عادل للأجور والمكافآت يحد من الاستغلال السياسي والفساد المالي والإداري.
ولضمان عدالة جهاز الشرطة المركزي ونزاهته في التعامل مع الأفراد والمؤسسات فيجب أن يتبع هذا الجهاز لوزارة العدل لتتمكن من القيام بمهمتها الأساسية المنوطة بها وهي نشر العدل والأمن بين المواطنين بدلا من المهمة الحالية التي فرضها عليها النظام للتحكم في السلطة القضائية وتعطيل أدائها."
3- بالنسبة لمعاهدة كامب ديفيد:
"ويتيح القانون الدولي، وكذلك المعاهدات والاتفاقيات الدولية، وسائل للتحقق من مدي التزام الأطراف بالمعاهدات، كما يتيح طرق مراجعتها إذا ما رأي أحد أطرافها أن ثمة غبن في المعاهدة يضر بموقفه أو وضعه الأمني، ونرى أن اتفاقية كامب ديفيد قد تم توقيعها في ظروف لم تتوفر فيها ضمانات وتوازنات القوى وهي بذلك لم تعبر عن إرادة الأمة الرافضة لوجود الكيان الصهيوني المغتصب لأرض فلسطين وقد مارست أمريكا ضغوطاً واستخدمت اغراءات عديدة لكي توقع عليها مصر ولم يتحقق - حتى بنصوصها الجائرة غير المقبولة من الأمة – من خلالها سلام ولا استقرار للمنطقة ولم يحصل الفلسطينيون على أي من الحقوق المنصوص عليها في هذه الاتفاقية التي رفضناها في حينها (عام 1979) ومازلنا نرفضها بموقفنا الثابت من القضية الفلسطينية، ونرى أن تعرض الاتفاقية على الأمة في استفتاء شعبي لتقرير موقف الدولة المصرية منها."
وهذا البند يتيح تفعيل الدور المصري في القضية الفلسطينية وإعطاؤه المزيد من الحرية للتعامل مع الكيان الصهيوني من أجل الوصول لعودة الحقوق المسلوبة للفلسطينيين ، وأن يكون الموقف الرسمي المصري ممثلاً للموقف الشعبي لا مناقضًا له ، حتى يعود لمصر دورها الرائد بين جيرانها وأشقائها ...

وفي النهاية ...
هذا كان رأيي في أكثر النقاط التي أثير حولها الجدل في البرنامج المقترح لحزب الإخوان ..
اعتمدت فيه على فهمي لرسالة الجماعة التي أنتمي إليها ، وقراءتي لواقع المجتمع المصري ...
وما تربيت عليه من أن الضغوط يجب أن تزيدنا قوة لا أن تسحقنا تحتها ...
وحرصي على أن لا تذوب هوية الجماعة وسط التغيرات والضغوط ...
فجماعتنا (والحزب جزء منها) جماعة إسلامية شاملة هدفها سيادة شرع الله في الأرض فلا ينبغي أن نتنازل عن مبادئنا المستقاة من شرع الله لأي سبب من الأسباب .

الأحد، نوفمبر 04، 2007

مبروك لمصر ... مبارك رئيسًا لــكل حاجة

أسدالدين
حتى متى يصبح مبارك رئيسًا لكل شيء في مصر ... رئيسًا للجمهورية بنسبة 85% من الأصوات ، وبحكم موقعه كرئيس فهو رئيس مجلس الوزراء إذا حضره ، وقائدًا أعلى للقوات المسلحة ، وقائدًا أعلى لهيئة الشرطة ، ..... الخ
وعندما يعلن عن نيته انشاء محطة نووية مصرية سرعان ما تزف لنا الزفة الحكومية الخبر (مبارك رئيسًا للمجلس الأعلى للطاقة النووية) والذي أشك أنه تكون أصلاً وأن هذا المجلس الوهمي ليس به الا رئيسه ..!!
واليوم تزف لنا الزفة خبرًا وكأن شعب مصر ينتظره ، واسمحوا لي ببعض التعليقات حتى لا أنفجر ..

جريدة الأخبار :
(مبارك رئيسًا للحزب الوطني الديمقراطي بموافقة 5248‏ صوتا‏,‏ واعتراض تسعة أعضاء)...

لا ... بصراحة 9 أعضاء خونة ، المفروض يتحاكموا ...
وفي الأهرام :
**" انتخابي رئيسا للحزب الوطني ثقة غالية أعتز بها وأحمل لها كل التقدير"
لا ياشيخ
***" مؤتمر عام استثنائي لاختيار مرشح الحزب لمنصب رئاسة الجمهورية .. الوطني قادر علي القيادة‏..‏ والمؤتمر سيدعم التواصل بين كوادر الحزب وقواعده"
برضه بنسبة 99.8% ؟!
وبوق الأهرام (أسامة سرايا) يقول : "اختيار من أجل مصر"
ليه ان شاء الله ؟؟! .. خلاص الحزب الوطني أصبح مصر ..

وفي الجمهورية : كتب صحفي أمن الدولة ورئيس تحرير الجمهورية (محمد علي إبراهيم) يقول :
"مصر المستقبل .. كيف حافظ مبارك علي البلد في زمن الاجتياح؟ .. فيلمان قصيران عبرا بمهارة عن جوهر وروح القيادة .. العقل والمنطق لا يعترفان بأسلوب "كله تمام"!
لا .. بصراحة احنا شعب مش وش نعمة ...

بالله عليكم ... الكلام ده مش يجيب الضغط ...

الثلاثاء، أكتوبر 30، 2007

إلى عُبَّاد الطغاة

(ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغمًا كثيرا وسعة)
(خواطر وتأملات في آيات من كتاب الله عز وجل)
بقلم: أسد الدين

كثيرة هي الآيات التي تتحدث عن العصاة والطغاة الذين يتحججون بأنهم أدوات في أيدي كبار القوم وكيف أن هؤلاء الكبار سيتبرؤوا من هؤلاء القوم يوم الحساب ، ولن يغنوا عنهم من الله شيئا ...
لكن كانت لي وقفة مع آيات بعينها من هذه الآيات ...

يقول الله تعالى في سورة النساء " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً{97} إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً{98} فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوّاً غَفُوراً{99} وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً{100}"

عندما قرأت هذه الآيات متأملاً في واقعنا ، وجدت فيها رسالة موجهة إلى عموم المسلمين ولكنها تخص كثيرًا موظفي الدولة في مصر وكثير من دول الاستبداد العربية والذين يجيدون الهروب من مسائلة الضمير بالقولة المشهورة (أنا عبد المأمور) يقصد بها أنه مغلوب على أمره .. ، وأجدها موجهة أكثر إلى جنود وضباط الشرطة أو القضاة العسكريين الذين يتعللون أنهم ينفذون الأوامر وأنهم لا يستطيعون مخالفتها ...

هذه الآيات تذكرة هامة لو عقلها كل انسان يقبل على عمل يعلم أنه مخالف لتعاليم دينه ومصلحة وطنه لتراجع فورًا ولأعلن رفضه التام لكل ما يخالف ضميره مهما تكن العواقب ، فربنا سبحانه وتعالى قد توعد من يظلم نفسه في الدنيا بظلم الناس وأكل حقوقهم بالعذاب ، وحجتهم أنهم مغلوبون على أمرهم حجة داحضة لا مكان لها فأرض الله واسعة والرزق بيد الله ليس له حدود ، الحلول كثيرة اترك عملك طالما لاتستطيع أن ترفض الظلم ، وقد وعد الله عز وجل من يهجر العمل الذي يعصي الله فيه ابتغاء مرضات الله بسعة في الرزق (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَة ) .. وعده الله عز وجل بالرزق الوفير وجزيل الأجر عنده تعالى ..

كان من أكثر الأسباب التي جعلتني أسجل تلك الخواطر هو واقعنا الذي أصبح لا يطاق ، من تضييق على الناس في عيشهم ، ومحاكمات عسكرية لمدنيين لمجرد أنهم معارضون للنظام ، وأخيرا أحداث اتحاد الطلاب وخاصة أني رأيت المنظر المخزي أمام جامعة القاهرة بعيني ... حصار أمني من جنود الأمن المركزي لجامعة القاهرة وكأن هناك مجرم هارب داخل الجامعة ...

هذه الآيات أراها مفتاح خطير من مفاتيح التغيير ..

تخيل معي أن كل إنسان كُلِف بعمل يخالف شرع ربه أو يخالف مصلحة وطنه رفض التنفيذ فإما أن يستمر في وظيفته عزيز النفس مرفوع الرأس مطمئن البال أنه لم يخن الأمانة أو يترك هذا العمل ابتغاء مرضاة الله فيفتح الله عليه ... انها حالة عصيان مدني بشكل آخر ، حالة توصل رسالة إلى كل مسؤول أن لا سبيل لتنفيذ ما تريد طالما كان ضد المصلحة العامة ...

فلنطلق العنان لأحلامنا أكثر بأن تطبيق هذا الفهم وصل للجهاز المسيطر على مجريات الأمور في مصر ، العسكريين شرطة وجيشًا ، ماذا سيحدث لو اعترض الضباط على التعليمات المخربة للبلد (اللي جاية من فوق) ؟؟ .. عندما يرفض القاضي العسكري أن يحاكم مدنيًا على تهمة مدنية لا لشيء إلا أن النظام يعلم أن القضاء الطبيعي سيبرئه ؟؟ .. ماذا سيحدث عندما ترفض جحافل جنود الأمن المركزي طاعة الأوامر بضرب المواطنين واعتقالهم لمجرد أنهم يعبرون عن رأيهم؟؟ .. ماذا يكون الحال عندما يدرك النظام أن هناك ثورة تحدث في عموم طبقات شعب مصر .. كلها ترفض تنفيذ الأوامر الظالمة والقرارات المفسدة ...
قطعا سيكون هناك تغيير .. وأكيد سيكون هناك تراجع عن الإفساد في الأرض ...

السبت، أكتوبر 06، 2007

الآباء والأبناء … تحاور أم تشاجر .

(هذا المقال عبارة عن خواطر مرتبة لتحريك القضية وجذب الاهتمام لها)
بقلم : أسدالدين

" انتم قليلوا الخبرة ... نحن أدرى بالحياة منكم ... أنتم جيل متمرد ... بلاش لعب عيال ... اسمع الكلام من غير مناقشة (بلاش جدال) ... احنا عمرنا ما كنَّا كدة ... " هذه الكلمات وغيرها نسمعها ونشاهدها في تصرفات الكثير من الآباء ، وفي المقابل نجد عند الأبناء الاعتراض والتذمر " أفكارهم متحجرة (أفكار السبعينات) ... احنا جيل منطلق وهم مصرين يوقفونا ... هم مش عايزين يعرفوا احنا بنفكر ازاي ... هو احنا لازم نطلع زيكم بالضبط ... وغيرها "

أصبحت الحياة الأسرية في مجتمعاتنا الشرقية المتدين منها وغيره - وإن كانت في الوسط المتدين أكثر – تتسم بالندية في التعامل بين الآباء والأبناء فمع انتشار الفضائيات وما تعرضه والانترنت وما تجده عليه زادت ما يقولون عنها الفجوة بين الأجيال .

قديما كان كل جيل يتطور عن سابقه بمراحل محدودة (من الراديو للتلفزيون ، من الأبيض والأسود للألوان ) أما أن تتطور الحياة بالسرعة الحالية فهذا مما ساعد في اتساع الفجوة بين الآباء والأبناء .

معادلة صعبة ينبغي تحقيقها لنوجد وصلة بين الأجيال يحترم الآباء تفكير أبنائهم حتى وإن خالف تفكيرهم ويستفيد الأبناء من خبرة الآباء حتى لو كانت ضد رغباتهم ... يفكر الابن بحرية وبما يوافق عصره مع الاحترام والإجلال لخبرة والديه وخوفهما عليه وتحرسه خبرة والديه دون تقييد لحريته طالما كانت في الحدود المقبولة .

الوقاية خير من العلاج :
من هنا نبدأ ، فمرحلة التربية الطفولية هي الأساس لتحقيق هذه المعادلة الصعبة لأن فيها يمكن للأبوين أن يربوا في أبنائهم على الحوار والتفاهم الذي سيثمر مستقبلاً وفي تلك المرحلة ينبغي للأبوين مراعاة عدة أمور تؤدي لتربية نفوس سوية للأطفال منها على سبيل المثال :

* تشجيع الطفل على إبداء رأيه منذ نعومة أظافره : واحترام رأيه في الأمور المحيطة به وخاصة في الأمور التي تخصه ( ملابسه – ألعابه - ... ) ، أو الأمور العائلية (رحلة – فسحة – زيارة عائلية ...)
* استخدام الإقناع ما أمكن بدل التوجيه المباشر : وتختلف وسائل الإقناع للطفل باختلاف عمره وما يميل اليه ( اللعبة – القصة – المثال العملي – الحوار ....)
* توفير جو أسري هادئ بين الأبوين والاخوة لو وجدوا : لأن الصوت المرتفع وجو التوتر يؤدي لتدمير نفسية الطفل .
* التدرج في العقوبة والابتعاد عن الضرب قدر الإمكان : فالضرب جزء من العقاب (آخر الدواء الكي) لم يشرعه الإسلام إلا بشروط وأهمها ( أن يكون الطفل أكبر من 10 سنوات ، وألا يضرب الوالد وهو غاضب ، ألا يضرب الوجه ولا يضرب ضربًا مبرحًا ... )
هذه بعض الأمور وغيرها الكثير مما يجب أن يعلمه أي أبوين لديهم أطفال أو مقبلين على الزواج حتى يتدارك الجميع المشكلة قبل أن تحدث لأن الفجوة إذا كانت اليوم كبيرة فستكون أكبر في المستقبل إذا استمرت أساليب التربية القديمة .

لم يفت الأوان بعد :
الآن نتحدث عن الوضع السائد في كثير من الأسر حاليًا وهو أن المشكلة قد حدثت وتحول البيت الواحد لجزر منعزلة تحتاج لجسور كثيرة لربطها ليس بين الآباء والأبناء فقط بل بين الإخوة وبعضهم ,

ومن مظاهر ذلك :

تعليمات إدارة الأسرة عبارة عن قرارات يصدرها الأب أو الأم دون نقاش أو تشاور أو اعتبار لرأي باقي العائلة .
الأبناء يتعاملون مع رغباتهم المنطلقة والمتحررة من القيود على عدة أشكال ( منهم من يملك الشجاعة ليعبر عن رأيه وينتظر الرفض المطلق وقد يكون العقاب مصيره ، ومنهم من يكبت تلك الرغبات داخله لأنه يعرف مسبقا أن رغبته محل رفض دون نقاش أو إقناع ، والصنف الثالث يعبر عن رغباته مباشرة دون أن يتحدث ولكن خارج إطار الأسرة مما ينذر بحصول كارثة )
قلَّ أن تجد فردين في الأسرة تربطهما علاقة صداقة قوية فاختفى أو يكاد يختفي نموذج الأب الصديق والأخ الصديق أو الأم الصديقة و الأخت الصديقة فأصبح كل فرد من العائلة أسراره خارج البيت فلا حل للمشاكل بل ازدياد لها وتناثرها .

أسباب الظاهرة :
هذه بعض أسباب الظاهرة التي يستنبطها المتفحص للوضع الراهن داخل تلك الأسر ولعل هناك غيرها الكثير "
- غياب الحوار بين الأب والأم بل قرارات وإن حدث نقاش يكون صراخ وشجار وليس حوار .
- الأساليب التربوية القديمة البعيدة أحيانًا كثيرة عن نهج السنة والتي ترسخ السلبية وتبني حواجز اسمنتية بين الأباء وأبنائهم .
- الفكرة السائدة عند الكثير من الآباء والأمهات أن آرائهم صحيحة دائمًا وأن أبنائهم لا يستطيعون أن يتخذوا قرارات في حياتهم .
- تسفيه آراء الأبناء حتى وان كانت صحيحة لمجرد أنها تخالف رأي الوالدين .
- محاولة الآباء والأمهات رسم حياة أبنائهم كما يرونها لا كما يراها الأبناء خاصة فيم يتعلق باختيار نظام التعليم و الزواج و ....
- تشوه فكرة الحرية لدى الكثير من الأبناء وفهمها على أنه أنا أعمل ما أريد دون أن يوقفني أحد .
العلاج :
هي بعض الوسائل التي ستساعد باذن الله في حل تلك المشكلة :
- إرساء قواعد الحوار داخل الأسرة على كل المستويات ، واحترام الرأي الآخر مهما كان متحررًا أو منافيًا للعادات والتقاليد والبعد عن الشد العصبي والتعصب للرأي ولو كان صحيحًا فلن يكون الرأي المعترض عليه أشد ممن طلب من رسول الله صلى الله عليه وسلم الإذن في الزنا .
- إعادة النظر في أساليب التربية والتوجيه المتبعة حاليًا لأن الكثير منها كما قلنا هي إرث بعيد عن السنة أدى إلى تأخر الأمة وتربية العديد من السلبيات .
- محاولة الآباء فهم الأبناء وطريقة تفكيرهم .
- احترام عقل الأبناء واعطاء مبررات صريحة عندما يكون جواب الطلب هو الرفض .
- ليس كل رفض لرأي الآباء دافعه العقوق أو التمرد ، إنما قد تكون حرية تحتاج لتقنين .
- احترام خبرة الكبير ورأيه مهما كان مخالفًا لتصورك ورأيك ولنناقش بهدوء وفي الوقت المناسب .
- التدرج في عرض وجهة النظر خاصة إذا كان الرأي شاذًا أو مستهجنًا أو غريبًا على الآباء .
- وجود الاستعداد عند الجميع للتنازل عن رأيه إن وضح صواب الرأي الآخر أو على الأقل اجماعًا حول هذا الرأي .

باختصار شديد ...
رسالة للآباء : قول الامام علي كرم الله وجهه
(ربوا أبنائكم لزمان غير زمانكم) .
رسالة للأبناء : آباؤكم تهمهم مصلحتكم ، رضاهم رضا الله ، سخطهم سخط الله مهما كان الأمر لا تغضب والديك.

مراجع مفيدة:
- موقع إسلام أون لاين :
صفحة حواء وآدم .
صفحة حلول ومشاكل.
-
موقع أ. عمرو خالـــد :
أساليب التربية التقليدية في الميزان
- حلقات برنامج الجنة في بيوتنا أ.عمرو خالد .

الخميس، يونيو 21، 2007

الإسلام السياسي ... هنا تكمن المشكلة!!


أسد الدين

أصبحت موضة هذه الأيام لدى وسائل الإعلام وطبقات ما يسمونهم المثقفين بالإضافة إلى الأنظمة المتحكمة في البلاد هي الهجوم على ما يسمونه (الإسلام السياسي) الذي هو في الحقيقة نظرة للإسلام كما ينبغي أن يكون شاملا لكل الأمور بما فيها السياسة ...

تركيا العلمانية ..

أحد أكبر البلاد الإسلامية سكانا العلمانية نظاما ... وبالنظر للنظام السياسي التركي تجد أنه يعتمد أساسا على وضع السلطة في يد البرلمان نيابة عن الشعب كي تكون القرارات السياسية بما فيها اختيار الرئيس رهن الأغلبية البرلمانية والتي كانت لفترة كبيرة علمانية قبل حكومة حزب العدالة باستثناء حكومة حزب الرفاة بقيادة نجم الدين أربكان والتي أُسقطت بحجة أنها تحارب علمانية الدولة التركية ..
المشكلة أن تركيا كباقي الدول العلمانية التي تتشدق بالحرية كانت تحظر الحجاب في المصالح الرسمية وكلنا يذكر الضجة التي أثيرت بعد اسقاط عضوية البرلمان عن النابة المحجبة ((مروى قاكوجي)) ، وعندما جائت حكومة حزب العدالة برئاسة رجب طيب أوردوغان كانت زوجته أول امرأة تركية محجبة تدخل قصر رئاسة الوزراء منذ سقوط الخلافة الإسلامية على يد كمال أتاتورك .
الواضح أن تركيا خلال فترة تلك الحكومة قطعت شوطًا كبيرا في علاقتها عربيا وأوروبيا ، إلا أن ذلك لم يجعل العلمانيين يغيروا نظرتهم للإسلام الوسط والشامل وزادت حدة التوتر في ذلك الأمر هو ترشيح حزب العدالة لوزير الخارجية عبد الله جول لرئاسة الدولة التركية مما أثار ثائرة العلمانيين مُدعي الحرية الأتراك ، والسبب أن زوجة عبد الله جول (السيدة خير النساء) محجبة وكيف تكون قرينة الرئيس التركي محجبة ...
في أي جدال سياسي حول حكومة حزب العدالة تجد أن السبب الرئيسي للخلاف أن زوجات معظم الوزراء محجبات وأنه في عهد تلك الحكومة عينت الكثير من المحجبات في المصالح الرسمية (مع الشهادة لهن بالكفاءة المشكلة أنهن محجبات) ... إذن الحرب ليست مع حكومة حزب العدالة أو عبد الله جول الحرب مع الإسلام الشامل (الإسلام السياسي كما يحلوا لهم تسميته)

حماس ... ممثلة الإسلام الشامل في فلسطين

نتيجة لارتباط حماس تاريخيا وفكريا بالإخوان المسلمين فإن أعداؤها يُضاف إليهم أعداء فكر الإخوان من طبقات العلمانيين والقوميين والأنظمة المتحكمة في مجتمعنا العربي ..
نعود قليلا للوراء بعد فوز حماس بأغلبية المجلس التشريعي الفلسطيني وتشكيل الحكومة التي حلا للبعض تسميتها بحكومة حماس بغرض فصلها عن الوطنية الفلسطينية ، منذ ذلك الحين وبدأت العداوات المختفية تظهر وبخاصة من النظام البوليسي (المصري) فبدأت الضغوط على حماس لتقديم تنازلات عن مبادئ وأفكار الحركة في مقابل تطبيع العلاقات مع تلك الحكومة المتطرفة في نظر المنبطحون من منظمة التحرير الفلسطينية والأنظمة العربية ، ولما لم ترضخ حماس لتلك الضغوط والمساومات بدأت الحرب الشعواء بمقاطعة غربية كانت متوقعة من حُلفاء الصهاينة الأساسيين وحصار عربي من الأنظمة المتحكمة كل هذا حتى تتخلى حماس عن مشروعها الإسلامي في فلسطين ، وصمدت حماس وقبلت بعد ذلك باتفاق مكة وحكومة الوحدة الفلسطينية ، إلا أن هذا الوضع لم يعجب الأنظمة الأمنية العربية فكانت الخيانة المصرية والأردنية بدعم خونة منظمة التحرير أتباع العميل محمد دحلان بالسلاح والتدريب والمال وكلما قامت حماس باكتشاف مصيبة من تلك المصائب كان ردها الدفاع على الرغم من كونها الحكومة يخولها لوقف السلاح ومعاقبة المتورطين في تهريب ذلك السلاح إلا أنها كانت تكتفي بالسلاح حتى لا تصعد المشكلة ...
حتى بلغ الأمر آخره وأعلنها المفاوض (صائب عريقات) :" على حماس أن تستقيل من الحكومة أو تواجه الرصاص في الشارع .." اختارت حماس المواجهة لا لأنها ترغب في المواجهة ولكنها مسؤولة عن تحقيق الأمن للشعب الذي اختارها وهاجمت حماس مقرات لصوص منظمة التحرير (الأمن الوقائي والمخابرات) وهرب الجنود المدربون إلى الحكومة التي دربتهم (للأسف مصر) وسيطرت حماس على غزة واستعانت بأهل الخبرة الشرفاء من حماس وغيرها لإدارة الأمور وشهد أهل غزة أنهم أخيرا ينعمون بالأمن والأمان .
كل تلك الأمور تحدث ولا نسمع سوى أن حماس تستخدم الإسلام والشعارات الدينية للسيطرة على الحكم ويصبح العلماني الذي لا يحفظ من القرآن سورتين مفتيا بأن ما تفعله حماس والإخوان بمصر حرام فالإسلام لا يدخل في الصراعات السياسية.
لم يعلق أحد على رفض محمود عباس للجنة تقصي حقائق عربية (إذا كان مظلومًا فمم يخاف).
لم يعلق أحد على الفك الفوري للحصار عن حكومة الطوارئ الذي شكلها عباس في الضفة .
لم يعلق أحد على الوثائق والفضائح التي اكتشفتها حماس في بيت العميل دحلان ومقرات المخابرات من تعامل أمني صريح مع العدو الصهيوني (قوائم اغتيالات ، أجهزة تخابر ، لوحات سيارات متفق عليها مع العدو لتخطي المعابر، تسجيلات لتعذيب المعتقلين من حماس وتصفية بعضهم .....)
الكل ركز على نفس النقطة حرب الإسلام الشامل (السياسي)

إذن المشكلة الأساسية لدى العالم الغربي والعلمانيين والقوميين العرب هي صعود الإسلام ... يريدون أن يظل الإسلام في المساجد وقت الصلاة وفقط ... يشجعون دروس العلم الديني طالما لم تخرج عن الحديث في الطهارة والوضوء ، يشجعون طرق الصوفية أصحاب الانحرافات العقائدية لتشويه صورة الإسلام الحقيقية ، مسلسلات وأفلام بتكاليف ضخمة لخلط المفاهيم وتلبيس الحق بالباطل .

ولن أتحدث عن مصر في تعاملها مع الإخوان ، ولا بعض دول الخليج العربي في تعاملها مع الإصلاحيين سواء كانوا إخوان أو الجماعت الاسلامية الأخرى التي تعمل بالسياسة في تلك البلاد ولا عن بعض الجماعات الإسلامية التي تطالب بترك السياسة لحين لأن الكلام هنا يطول .

الجمعة، مايو 25، 2007

خواطر من عَبَرات


للدمع عندي منزلة خاصة جدًا ... فهو مُريحي إذا زادت الهموم ... ودليل حماسي عندما يعجز اللسان ... والأهم أنه لا يخذلني ... يعلم أني لن أسيطر عليه فلا ينساب في مواطن الضعف أو أمام الشامتين ... لذا فإني أقدر الدمع جدا ... أما اليوم فخواطري عن نوع مختلف من العبرات
عبرات العِزة والكرامة :
ليست كأي دموع تراها ... دموع رغم أن مصدرها ألم وحزن إلا أنها تحمل الشموخ والعزة ... دموع تروي شجرة النصر القريب ... دموع مقدارها عند الله عظيم ... دموع تصحبها صرخات ودعاء لا يرده الله ... دموع تخيف الظالم وتحفز حماة الحق للدفاع عن الحق ... دموع تدمر بنيان الظالم وتشد من أزر صاحب الحق ...
تلك العَبَرات ليست من وحي الخيال ولا فرضا فرضته غير موجودتلك العبرات نزلت من عيني منذ فترة وأنا أرى ابن عمي (بمنزلة أخي الأكبر) وأستاذي المبجل يقودهما الطغاة ليحاكموهم على اخلاصهم لدينهم ووطنهم ثم هم ينشدون لوطنهم
متخفيش يا مصرنا ..
داانت فداك عمرنا ..
.........
لو حد صابك من ولادك يبقى غريب مش مننا ..
اسمع معي لهذه العبرات :
معاذ أحمد شوشة طفل حُبس أبوه ظلما ... يقول له والدمع يملأ عينيه ..
أبي أنت حر وراء السدود ... أبي أنت حر بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما ... فماذا يضيرك كيد العبيد
آخر ينادي مثبتا أباه
لا تظن السجن قهرا رب سجن قاد نصرا
الزهراء خيرت الشاطر إمرأة (خير من آلاف الرجال) تكلم أباها ..
لا تحمل هما أبت ... سرقوا أموالك قبلا وعدنا أقوى من البداية ... نستعين بالله عليهم وأعوانهم .. لن يرهبونا وسنظل ماضون في دعوتنا ..
اسمع كلام عائشة حسن مالك ، او أحفاد م.خيرت الشاطر أبناء م. أيمن عبد الغني ، اسمع كلام نساء وأطفال يفيض عزة وكرامة مصحوب بدموع طعمها ليس كأي دموع ... إنها
عَبَرات العزة والكرامة

الخميس، مايو 17، 2007

بين أحداث (بمها) والمحاكمات العسكرية ... من المضطهد في مصر

أسد الدين

بالطبع لست أتمنى أن تشتعل الفتنة الطائفية بين المسلمين والنصارى في مصر .. ولكن أيضا عندما نتحدث عن الحرية وممارسة الحقوق لابد ألا نذكر أقباط مصر لأنهم يركبونها من فوق والدليل ما يحدث في كل فتنة من إعطائهم ما يريدون ... وليست وفاء قسطنطين وغيرها منا ببعيد ...
إذا أراد متحدث أن يتحدث بحق عن مضطهد في مصر فلابد أن يتحدث عن الإخوان المحرومون من حقوق المواطنة جميعا
محاكمات عسكرية ، اعتقالات عشوائية ، دخول بيوت بعد منتصف الليل ، نهب البيوت ، مصادرة أموال ، منع من الترشيح في الانتخابات ، تفصيل قوانين لضرب الإخوان ، شطب من جداول الانتخابات (أعرف بعض الإخوان شُطبوا من الجداول الانتخابية عدة مرات بعد ترشيحات الشورى 2001م ) يعني مش مواطن مصري ...
لست أدري من الأحق بنزع المواطنة عنه
- القاتل صاحب العبارة الذي يعيث في الأرض فسادا أم الإخوان .
- اللصوص سارقوا البنوك (تم العفو عن بعضهم والباقي في الطريق بعد دفع مبلغ ما للحكومة) أم الإخوان .
- أحمد عز الذين لا يعرف أحد من أين أتى بماله ويدعم بحديده اليهود والأمريكان (الجدار العازل الصهيوني وجدار الأعظمية في العراق من حديد عز) أم رجال الأعمال الشرفاء حسن مالك ومدحت الحداد وخيرت الشاطر.
- من يتهم العرب والمصريين بالغباء السياسي وعدم معرفة مصلحتهم وأنهم يختارون الاختيار الخطأ ، أم من يحترم ذلك الشعب ويقدر اختياره ..

في إحدى سفرياتي وتحديدا عند مدخل محافظة الدقهلية أوقف أمين شرطة (أمن دولة ) السوبر جيت وصعد فوجد شابا ملتحيا أنزله وأمر الأتوبيس بالانصراف .. في نفس المكان كان هناك شابين أيضا محتجزين لأنهما ملتحيين وعلى مسافة قريبة تقف زوجة أحدهما بأربع أطفال لا تدري ما تفعل ... أيحارب المسلم في هذا البلد اذا التزم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلتشهد رسول الله على ما يحدث في أمتك ولتشهد على قرارنا ...
إذا كان التمسك بالدين سببا لإلغاء حقوق المواطنة للمواطن فلتذهب تلك المواطنة ومواطنوها إلى الجحيم ... ديننا هو وطننا ولن نضحي بديننا من أجل أي شيء فالموت في هذا السبيل أسمى أمانينا

أخي أنت حر وراء السدود ... أخي أنت حر بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما ... فماذا يضيرك كيد العبيد

سنظل مجاهدين لنصل إلى غايتنا رضاء الله على نهج رسوله ورفعة القرآن لمكانه حكما ومستعدون لكل التضحيات من حتى الموت ، وشهداؤنا دليل على ذلك..

حقا ... ما أقسى الشعور بالخزي

أسد الدين

في تصريح للرئيس المصري حسني مبارك نشرته جريدة هآرتس الإسرائيلية تحت عنوان (مبارك قلق من تعاظم قوة حماس) يقول المقال أن الرئيس مبارك يدعوا حماس للاستقالة من الحكومة لأنها السبب في التضييق والحصار على الشعب الفلسطيني ... وأن تواجد حماس في السلطة "خطر كبير على أمن المنطقة لأنه لا أمل بتحقيق السلام في وجود حماس"
ومنذ فترة يقول نظيف الدماغ رئيس وزراء مصر (حماس هي السبب فيما يحدث للفلسطينيين ، والشعوب العربية لا تعرف كيف تستخدم الديمقراطية وتختار مالا يصب في مصالحها)

عندما سمعت هذا القول أدركت حقا أن الذين يحكموننا إما بلهاء أو عملاء لا حل آخر ... أن يظلم هذا السافل شعبه كله ويعاقبهم على دعمهم المحدود للإخوان فهو أمر تعودنا عليه من ظالم منذ عرفه الشعب وخائف على ما تحته ويرى أن الإخوان هم الخطر الأكبر على هذا النظام الفاسد ... أما أن يتعدى الأمر إلى الهجوم على أشرف فصيل مقاوم في أرض فلسطين - بالإضافة للجهاد الإسلامي – لمجرد أن نجاح حماس يعني نجاح تجربة إسلامية سياسية فريدة في مجتمع محتل .

في هذه اللحظات المليئة بالخزي أتعجب من أشباه الرجال الذين تعدى هجومهم على فصيل يدعوا للإسلام إلى الهجوم على الإسلام نفسه وكل من يمثله داخل وخارج مصر .

إلى السيد السافل وحكومته ...
أفيقوا فقد تعدى كلامكم حدود المقبول والمعقول ... تعدى الهجوم على فئة من أشرف فئات المجتمع المصري إلى كلام يصنفه أي قارئ على أنه موالاة لأعداء الأمة ووقوف في خندق الهجوم على الإسلام والمسلمين .

الجمعة، أبريل 20، 2007

موتوا بغيظكم

قاض في محكمة الجنايات ، ضميره الوطني يحتضر ، كان القاضي يستعد للنطق بالحكم على شرفاء من المجتمع بالحجر على أموالهم بتهم باطلة ... ناداه ضميره من على فراش المرض ... " هل أنت مقتنع بما ستفعل ؟" سكت قليلاً ثم قال ممتعضًا نعم !! قال ضميره هل فتحتم شركاتهم وأجريتم تحقيقات ؟
قال القاضي : لسنا في حاجة لذلك فالمشكلة أنهم خطر على البلد ويستغلون شركاتهم لإدارة مشروعات تهدم البلد
تمتم الضمير : كلام فرعونك الأكبر ... ثم استطرد : هل رأيت ما حل بالبورصة بعد إغلاق تلك الشركات ؟
قال القاضي : كل شيء هيتصلح الحكومة عارفة مصلحة البلد
تنهد الضمير : صدقتم كذبكم ... ثم صاح : الحكومة قفلت شركات أحدهم قبل 10 سنين وعاد ثانية أقوى من البداية ... وآخر يدير شركة من أعلى 5 شركات في تداولات البورصة ولها أعمال في دول عربية وأجنبية ... وثالث ينظم سنويا معرضا صناعيا يدخل للدولة ما يزيد على 50مليون جنيه وعلماء و أساتذة و.... وفي هذه اللحظة وعلى شاشة الفضائيات جاء حوار مع م.خيرت الشـاطر وهو يتحدث من داخل قفص الاتهام بقوة عن فساد الدولة وتسترها على المجرمين ومحاكمتها للشرفاء ... ثم جاءت زوجة د. سعودي تقول " لقد تأخروا 25 عاما .. نحن ماضون في دعوتنا ومستعدون لأكثر من ذلك " ... وصوت زهراء الشاطر تكلم أباها وزوجها " فليفعلوا ما يريدون ... لن ينالوا منا " .وتهادى إلى أسماعهم صوت الطفل معاذ شوشة أحد أبناء المعتقلين ينشد

أبي أنت حر وراء السدود ... أبي أنت حر بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصمـــا ... فمـاذا يضيرك كيد العبيد
خرج القاضي مسرعا إلى قاعة المحكمة وقبل أن يخرج ردد الضمير بصوت متعب
قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور " ...وصل القاضي للمنصة أطلق حكمه القاسي بكل برود " حرمان آلاف الأسر من العاملين في الشركات من مصــــادر دخلها وحرمان 29 أسرة من حقها الشـــرعي في الانتفاع بأموالها وثرواتها "... وهنا شهق ضمير الوطنية لافظا أنفاسه الأخيرة معلنًا وفاة الحق والعدل عند الكثيرين .

إلى شعب مصر عامة والإخوان خاصة ... حتى لا ننسى

نعم حتى لاننسى لم خلقنا ولماذا نعمل في الدعوة إلى الله ؟
حتى لا ننسى لماذا نمارس السياسة ؟ وكيف أنها جزء من دعوتنا وطريقنا إلى الوصول لتمكين دين الله في الأرض ...
حتى لا ننسى عوامل النصر والهزيمة ....
حتى لا نغتر بالأسباب الأرضية وننسى رب هذه الأسباب .....
في ظل الأحداث الأخيرة التي مرت بها مصر انشغل الجميع ومنهم الإخوان الى حد كبير بالسياسة ومشاحناتها وما يحدث فيها ووقع معظمنا ضحية الانشغال بالسياسة كليا عن أمور قد تعلوها أهمية .
فرغم أن السياسة جزء من دعوتنا إلا أنها تمثل جانب من جوانبها ولا ينبغي أن تأخذ أكثر من حجمها ، فهدفنا إقامة دين ولن يقام دين بقلوب بعيدة عن الله مهما بلغت بنا الحنكة السياسية ، إذ أن المهرة بالسياسة كثر ومن كافة التيارات والأطياف فلابد لنا من جانب نتميز فيه عنهم حتى نربح معركة التغيير وكما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إنكم تنتصرون بطاعتكم لله ومعصية عدوكم له ، فإذا تساويتم في المعصية فالغلبة للعدة والعتاد ) ...
وقبل أن يكُلف الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل الله عز وجل بالدعوة قال له (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أوزد علي ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )
وتراثنا الحركي مليء بالأمثلة على اهتمام أساتذتنا بالأعمال المقوية للإيمان لتعينهم على مشقة العمل الدعوي أو حتى التعذيب في السجون ..
فيروى عن أحد أساتذتنا أنه رافق الإمام البنا في رحلة شاقة بين قرى الصعيد لنشر الدعوة، وعندما حل المساء قاموا ليناموا فانتظر الإمام البنا قليلا حتى ظن أن هذا الأخ نام ثم قام ليصلي حتى قرب الفجر .
ويروى أيضا عن أحد أساتذتنا (وأظنه المستشار حسن الهضيبي) ... أنه وبعد يوم من التعذيب في السجن قام بالليل ليصلي فقال له أحد إخوانه نم قليلا فوراءنا يوم شاق فرد عليه (إنما نستعين بهذه على تلك)
من كل ماسبق وغيره لابد لكل منا مع نفسه وقفة يقيم المرحلة الماضية وخاصة أننا مقبلون على أيام لايعلم ما سيحدث فيها إلا الله تحتاج منا إلى صبر وقوة تحمل لذلك فقد مرت بي عدة ظواهر أردت سردها لتعم الفائدة :
الحديث بالأمور السياسية في كل المحافل مما يوحي للجالس معنا أننا في حزب سياسي وليس جماعة تربوية شاملة وأن السياسة انما هي جزء من حياتنا وليس كلها ...
هذا الأمر يزيد ضرره من وجهة نظري عندما تحول المحافل الإيمانية إلى حديث خالص عن الأوضاع السياسية التي تمر بها البلد ... نعم نحتاج إلى ربط ما نتكلم به وما نتدارسه بالواقع المعاصر لكن أن يكون صلب الموضوع سياسيا بحت في محفل إيماني فهذا ما أشير إليه .
المشكلة الأكبر هي تجاوز الحدود الأخلاقية في الألفاظ المستخدمة أثناء الحديث عن الوضع السيء التي آلت إليه البلد وخاصة ألفاظ الضجر والتي قد تصل للشتائم مخالفين بذلك ماتعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وقد رأينا أساتذتنا عندما يضجر أحدهم من وضع ما أو من ظلم شخص ما تجده متصلا بالله (لاحول ولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ) أو حتى يصل الأمر للدعاء على فلان الظالم ولكن بعيدا عن السباب والشتائم وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء (اللهم إني أعوذ بك من شر عبدك فلان وجنوده ...).
ماسبق وغيره قد يصرف وقت الإنسان عن أوراده التي تقويه على العمل الدعوي والإصلاحي في المجتمع وعن عمله الدعوي في الناس من حوله .
وكنتيجة طبيعية يصل الإنسان لحالة إيمانية متدينة لا تؤهله لمعركة الإصلاح المطلوبة منه.
الوضع من وجهة نظري يحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتنا والاتزان بين كافة الجوانب في دعوتنا فلا يطغى جانب على آخر .
كما أن تقلب الحياة يحتاج من الإنسان إلى يقظة دائمة ليتدارك حالات الجور من جانب على آخر أو التقصير في الجوانب المختلفة للانشغال بجانب ما .
يجب أن نتذكر جميعا أن دعوتنا شاملة مستقاة من دين الله الشامل فهي { دينية – سياسية – رياضية – اجتماعية(خدمية) - ...... } .