الأربعاء، أغسطس 29، 2012

سيد قطب رجل عاش من أجل القرآن والعقيدته .. وقتل في سبيلهما


بقلم عبدالرحمن الحسيني

أديب أثرى الفكر .. وحرك نصوصًا جمدتها أفهام وعقول لم تعي حقيقتها .. فقط لأنه عاش معانيها .. عاش واقعًا أنزلت فيه .. واقع الجهاد من أجل العقيدة وتوصيلها إلى الناس .. 




استحضر الظرف الأول الذي نزل فيه القرآن الكريم على المجتمع الإسلامي الأول فوجد روحًا للقرآن تسري بين أوصال ذلك المجتمع .. فاعتمد نقل تلك الروح إلى المجتمع الإسلامي في العصر الحديث .. إذ أن القرآن " ليس مجرد تراتيل تعبدية بعيدة عن واقع المسلمين المحدد، كما أنه ليس تاريخاً نص وانقضى وبطلت فاعليته وتفاعله مع الحياة البشرية" وإنما هو روح وحياة تسري في واقع المسلمين في كل مكان وزمان .. وهذا سر خلوده .

إذا أردت أن تعلم كيف عاش الصحابة بالقرآن .. أو معنى قول السيدة عائشة عن الرسول صلى الله عليه وسلم "كان خلقه القرآن" "كان قرآنًا يمشي على الأرض" .. أو كيف عاش سيدنا عمر القرآن حتى سبق الوحي في غير موضع .. فاقرأ "في ظلال القرآن" .. تلك الموسوعة الأدبية في تفسير القرآن الكريم .

لقد شكّل "في ظلال القرآن" منعطفاً هاماً في تفسير القرآن، حاك سيد قطب المسلم بلغة معاصرة، بأسلوب يفهمه ويعقله، وبروحية هي أقرب إلى روح العصر الذي غلبت عليه معطيات سياسية، اجتماعية، اقتصادية، إنسانية… عايشها القرآن بآياتها كما عايش روح القرون الماضية، وكما سيعايش القرون القادمة إلى آخر الزمان، واستشفها سيد قطب فجاءت خواطر دوّنها "في ظلال القرآن
".

رحمك الله سيدي فقد نلت الشهادة من أجل العقيدة كما تمنيت وهلك قاتلك ... وعشت بين حملة راية الجهاد عن العقيدة .. لا يُذكر سيد إلا ويُذكر القرآن .. ولا تذكر الدروس من القرآن إلا ويذكر سيد وموسوعته "في ظلال القرآن"

مواقف خالدة لرجل عاش العقيدة
·   
  • طلب منه ان يكتب كلمة تأيد لعبد الناصر ليعفوا عنه فقال" : ان اصبع السبابه التى تشهد لله بالوحدانيه فى الصلاه تأبى ان تكتب كلمة حق واحده يقربها لحاكم حاكم طاغيه "
  • عندما ساقوا سيد قطب إلى الإعدام بسبب كتاب (معالم في الطريق) في حكم طاغية الستينات ، ومن مراسم الإعدام أن يتقدم شيخ أزهري يقول للمعدوم أو المحكوم عليه قل لا إله إلا الله، فتقدم الشيخ الأزهري لسيد قطب وقال له: قل لا إله إلا الله يا سيد، فقال: حتى أنت جئت تتمّ المسرحية؟ - وهل جئت هنا إلا من أجلها -  نحن نعدم لأنّنا نقول لا إله إلا الله وأنتم تأكلون خبزاً بلا لا إله إلا الله ...


أعدمه طاغية الستينات في
 فجر الإثنين 13 جمادى الأولى عام 1386 هـ الموافق 29 أغسطس عام 1966م ..

ومن كلماته التي تعيش في الوجدان من أنشودة "أخي أنت حر وراء السدود" التي كتبها قبل إعدامه يوصي إخوانه من بعده ...
أخـي إن ذرفـت علـىّ الدمـوع وبللّـت قـبري بهـا في خشــــوع
فأوقد لهـم من رفـاتي الشمــوع وسـيروا بهـا نحـو مجـد تلــيد
أخـي إن نمُـتْ نـلـقَ أحـبــــــــابـنا فــروْضـاتُ ربي أعــدت لـنا
وأطـيـارُها رفـرفـت حـولـنا فـطــــــوبى لـنا في ديـار الخـلــود

هناك تعليق واحد:

الحسيني يقول...

رحم الله الشهيد