الأحد، أغسطس 12، 2012

عمروا الأرض وأهلكهم الله .. خاطرة رمضانية 8


بقلم : عبدالرحمن الحسيني
أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) سورة الروم



خلق الله عز وجل الإنسان لخلافته في الأرض وعمارتها .. فقال عز وجل هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا وذكر ذلك في غير موضع في القرآن الكريم .. غير أن التاريخ الذي سرده القرآن لنا ينبئ عن هلاك أقوام أدو تلك المهمة على نحو مثير للاعجاب على سبيل المثال (فرعون وقوم عاد وقوم ثمود الذين اشتهروا بالعمران والتشييد) من ذلك ماقاله الله عز وجل في سورة الفجر : وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ - وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ وقوله عن ثمود في سورة الشعراء وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ والمصانع هنا هي الحصون الضخمة ..

والسؤال .. هو لماذا أهلكهم الله عز وجل رغم أنهم قاموا بمهمة من مهام خلقهم وهي عمارة الأرض ؟!!

يظهر السبب جليا في قوله تعالى وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ أي أن هلاكهم جاء بسبب تجبرهم على أنبيائهم وعدم الايمان بما جاءوا به ..

إذن فرسالة الإنسان في إعمار الأرض مرتبطة بالتزامه بأوامر ربه عز وجل .. وكيف لا .. فهو مبعوث الله إلى الأرض لإعمارها .. فهو ينفذ مراد الله في هذه الأرض .. ولو حاد عنه هلك ولم ينفعه عمرانه ..

ولعل ذلك يظهر جليًا في الأمم التي تدعي الحضارة وتهمل الإيمان بالله .. فتجد كلما قامت لهم قائمة أرسل الله عليهم ما يذكرهم بأنهم يسيرون على غير مراد الله .. فتارة زلزال وتارة بركان وتارة صاعقة ..... الخ

إن الالتزام بمنهج الله عز وجل في التعامل مع كل شيئ (انسان – حيوان – جماد – موارد بيئية - ...الخ) هو السبيل لأداء الرسالة الصحيحة التي كلفنا الله بها على الأرض .. وهي عمران الأرض بمراد الله عز وجل وهذا هو الكنز الذي تركه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. الشريعة الإسلامية فقال : " تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وسنتي "

ليست هناك تعليقات: