الاثنين، أبريل 22، 2013

التدليس المضاد



عبدالرحمن الحسيني

إن من أكثر ما يؤلمني على صفحات التواصل الاجتماعي هو التدليس المضاد .. أو التدليس الذي تمارسه الصفحات المحسوبة على الإسلاميين .. ذلك أن الإعلام الليبرالي أو الفلولي لا يعبر عن مشروع أخلاقي مستند لمرجعية أعظم دين .. ومعظم العاملين بذلك الإعلام معروف عنهم الكذب والتلون واللهث وراء المصالح ..


لكن أن يكون التدليس صادرا عن صفحات (عناوينها إسلامية) وأصحابها يحملون المشروع الإسلامي فهذه هي الكارثة بعينها .
إن الحاملين والمروجين لمشروع إسلامي هو مشروع أخلاقي في المقام الأول يجب أن يكونوا في أعلى درجات الحذر ذلك أنهم سواء أرادوا أم لم يريدوا صورة لمشروعهم والقيم التي يحملها والمراد غرسها في المجتمع .
المشكلة الكبرى والذنب الأعظم الذي يقع فيه مديري تلك الصفحات هو أن تدليسهم أو كذبهم لا يقف عند حدود صفحاتهم .. فتجد الكل من أصحاب المشروع والمروجين له يشارك ويرسل ويعلق وينقل ثقة في المصدر والمتلقي وهذا نص حديث النبي صلى الله عليه وسلم   (كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك به مصدق وأنت له به كذب )

وعلى المتلقي أيضا أن يستوثق من الخبر والرأي والمعلومة قبل نشرها ، وألا ينشر كل ما يقرأ خاصة إذا كان مصدره مجهولا فقد قال صلى الله عليه وسلم (كفى بالمرء كذباً ان يتحدث بكل ما يسمع)

وقد ذم الله تعالى أقواما لنقلهم الكلام ونشره دون التثبت أو الرجوع للمصادر الموثوقة فقال "وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا"



ومن التدليس اعتماد النقل من الصفحات والمواقع الثابت كذبها سابقا .. فهي ان كذبت عليك فستكذب على غيرك (أكل عيش) ويستوي في ذلك أن تكون كوارث مكذوبة أو بشريات مكذوبة .. فالأولى تقلل  المعنويات والثانية تدمر المعنويات بعد اتضاح كذبها .. وتكرارها يفقد المتلقي الثقة في أي بشريات حقيقية

وليست حجة أو ذريعة أن يكون الغاية نصرة قضية ففي ديننا لا تبرر الغاية الوسيلة ، فالعمل الصالح كما عرفه العلماء .. هو الخالص الموافق للشرع .. ولا ينفع إخلاص مع عمل فاسد كما لا ينفع عمل صالح بلا إخلاص .

إن محاربة الإعلام الفاسد المدلس تكون بإعلام محترم ينشر الحقائق ويبث الأمل وليس بإعلام يمارس نفس الأسلوب لكن في الاتجاه المضاد .. فهذا يدلس لصالح العلمانيين وهذا يدلس لصالح الاسلاميين وكلاهما فاسد العمل وإن صلحت نوايا أحدهم .

ليست هناك تعليقات: