الأحد، أكتوبر 21، 2012

إلى العاملين بالحركة الإسلامية عامة وإخواني في الإخوان المسلمين خاصة ... حتى لا ننسى



بقلم : عبدالرحمن الحسيني
نعم حتى لاننسى لم خلقنا ولماذا نعمل في الدعوة إلى الله ؟
حتى لا ننسى لماذا نمارس السياسة ؟ وكيف أنها جزء من دعوتنا وطريقنا إلى الوصول لتمكين دين الله في الأرض ..
حتى لا ننسى عوامل النصر والهزيمة ....
حتى لا نغتر بالأسباب الأرضية وننسى رب هذه الأسباب .

في ظل الأحداث الأخيرة التي مرت بها مصر انشغل الجميع ومنهم الإخوان الى حد كبير بالسياسة ومشاحناتها وما يحدث فيها ووقع معظمنا ضحية الانشغال بالسياسة كليًا عن أمور قد تعلوها أهمية .
فرغم أن السياسة جزء من دعوتنا إلا أنها تمثل جانب من جوانبها ولا ينبغي أن تأخذ أكثر من حجمها ، فهدفنا إقامة دين ولن يقام دين بقلوب بعيدة عن الله مهما بلغت بنا الحنكة السياسية ، إذ أن المهرة بالسياسة كثر ومن كافة التيارات والأطياف فلابد لنا من جانب نتميز فيه عنهم حتى نربح معركة التغيير وكما قال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( إنكم تنتصرون بطاعتكم لله ومعصية عدوكم له ، فإذا تساويتم في المعصية فالغلبة للعدة والعتاد ( ...
وقبل أن يكُلف الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل الله عز وجل بالدعوة قال له (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أوزد علي ورتل القرآن ترتيلا * إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا )
وتراثنا الحركي مليء بالأمثلة على اهتمام أساتذتنا وسابقينا بالأعمال المقوية للإيمان لتعينهم على مشقة العمل الدعوي أو حتى التعذيب في السجون ..
فيروى عن أ.عمر التلمساني المرشد الثالث أنه رافق الإمام البنا في رحلة شاقة بين قرى الصعيد لنشر الدعوة، وعندما حل المساء قاموا ليناموا فانتظر الإمام البنا قليلا حتى ظن أنه نام ثم قام ليصلي حتى قرب الفجر .
ويروى أيضا عن أحد أساتذتنا (وأظنه المستشار حسن الهضيبي) ... أنه وبعد يوم من التعذيب في سجون عبدالناصر قام بالليل ليصلي فقال له أحد إخوانه نم قليلا فوراءنا يوم شاق فرد عليه (إنما نستعين بهذه على تلك(
من كل ماسبق وغيره لابد لكل منا مع نفسه وقفة يقيم المرحلة الماضية وخاصة أننا مقبلون على أيام لايعلم ما سيحدث فيها إلا الله تحتاج منا إلى صبر وقوة تحمل لذلك فقد مرت بي عدة ظواهر أردت سردها لتعم الفائدة :
-    - الحديث بالأمور السياسية في كل المحافل مما يوحي للجالس معنا أننا في حزب سياسي وليس جماعة تربوية شاملة وأن السياسة انما هي جزء من حياتنا وليس كلها ...هذا الأمر يزيد ضرره من وجهة نظري عندما تحول المحافل الإيمانية إلى حديث خالص عن الأوضاع السياسية التي تمر بها البلد ... نعم نحتاج إلى ربط ما نتكلم به وما نتدارسه بالواقع المعاصر لكن أن يكون صلب الموضوع سياسيا بحت في محفل إيماني فهذا ما أشير إليه .
        - المشكلة الأكبر هي تجاوز الحدود الأخلاقية في الألفاظ المستخدمة والتي قد تصل للشتائم مخالفين بذلك ماتعلمناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المؤمن ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وقد رأينا أساتذتنا عندما يضجر أحدهم من وضع ما أو من ظلم شخص ما تجده متصلا بالله (لاحول ولا قوة إلا بالله ، حسبي الله ونعم الوكيل ) فنحن بهذا نترك معية الله ودفاعه عنا ... فقد روي عن أبي هريرة أن رجـلا شتـم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالـس ؛ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه ويتبسم ؛ فلما أكثــر رد عليه بعض قولــه !! 
فغضـب النبي صلى الله عليه وسلم وقام، فلحقـه ابو بكر فقال : يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت ؟
قال : إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان
. . 
ثم قال يا ابا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيفضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده بها كثرة وما فتح باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله بها قلة

ماسبق وغيره قد يصرف وقت الإنسان عن أوراده التي تقويه على العمل الدعوي والإصلاحي في المجتمع وعن عمله الدعوي في الناس من حوله .
وكنتيجة طبيعية يصل الإنسان لحالة إيمانية متدينة لا تؤهله لمعركة الإصلاح المطلوبة منه.
الوضع من وجهة نظري يحتاج إلى إعادة ترتيب أولوياتنا والاتزان بين كافة الجوانب في دعوتنا فلا يطغى جانب على آخر .
كما أن تقلب الحياة يحتاج من الإنسان إلى يقظة دائمة ليتدارك حالات الجور من جانب على آخر أو التقصير في الجوانب المختلفة للانشغال بجانب ما .
يجب أن نتذكر جميعا أن دعوتنا شاملة مستقاة من دين الله الشامل ..

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

أبصم بالعشرة مؤيدا وموافقا ومطبقا بإذن الله وناصحا ..... بارك الله فيكم ولا فض فوك كلام رائع في لحظات حرجة كنت فعلا بحاجة لقرائته وسأعمل على طبعها ونشرها في بلدي وعلى كل إخواني لاننا في حاجة ماسة لها