الخميس، يونيو 28، 2012

الحكومة الائتلافية ومشروع النهضة

بقلم : عبد الرحمن الحسيني
إشكالية أثارها كثير من الناس بعد وعود د.مرسي بأن الحكومة ستكون ائتلافية ولن يمثل حزب الحرية والعدالة أغلبية فيها .. كيف سينفذ الرئيس برنامجه الرئاسي (مرحلة أولى من مشروع النهضة) ؟!!
ولعل هذا السؤال يأتي غالبًا من عدم فهم لفلسفة مشروع النهضة أو البرنامج الرئاسي .. أو من عدم الاستماع سابقًا للاخوان حين قدموا للمشروع والبرنامج الرئاسي لذلك وجب توضيح بعض الأمور .. أو ربما لعدم النظر بإمعان لمعنى الحكومة الائتلافية .



أولاً : بخصوص مشروع النهضة والبرنامج الرئاسي :
عندما تم تقديم المشروع تم تقديمه كمقترح لحل مشكلات مصر والنهضة بها .. وأظن أن كل من أعطى نفسه فرصة قراءة فلسلفة مشروع النهضة والبرنامج الرئاسي قراءة مستقلة دون موقف مسبق سيجد أنه مرن بشكل كافي ليكون قابلاً للإضافة والتعديل .. فيكون الهدف ثابتًا (ولا أظن أن وطنيًا يرى في هذه الأهداف الا خدمة مصر والنهضة بها) والوسيلة مقترحة (بتفصيلاتها) ومفتوحة لاقتراحات المتخصصين .. والبرنامج الرئاسي متاح لمن يريد الاطلاع عليه

ثانيًا : بخصوص الحكومة  الائتلافية :
الحكومة في أي مكان في الدنيا هي جهة تنفيذية تنفذ مشروع واحد ويعمل جميع الوزراء كل في موقعه على تنفيذ ذلك البرنامج .. حتى الحكومة الائتلافية يتم الاتفاق قبل تشكيلها على البرنامج التي ستنفذه الوزارات المختلفة (بغض النظر عن انتماء الوزير) .. وفي المعتاد يكون البرنامج هو نتاج ائتلاف أفكار المشاركين في الحكومة .
بخصوص حالة الحكومة الائتلافية القادمة فان هناك أمران :
الأمر الأول يخص برنامج الحكومة ..
 البرنامج الرئاسي كما سلف أظن أنه سيحظى بتوافق كبير حول الأهداف العامة وأظنها ستبقى دون تغيير جوهري .. أما الوسائل والإجراءات التنفيذية فقد يطالها بعض التغيير لكنه أيضًا لن يكون ضخمًا وإنما هو من قبيل إثراء البرنامج وتجويد منتوجه النهائي
الأمر الثاني يخص تشكيل الحكومة ..
وأقول هنا رأيي دون افتئات على حق الرئيس في اختيار من يراه الأصلح ..
فتشكيلة الحكومة من اسمها (ائتلافية) يجب أن تكون بعيدة عن الاستقطابات الشديدة بين التيارات فليس مقبولاً أن رئيس بمرجعية إسلامية ويريد تنفيذ برنامجه الرئاسي المستند للمرجعية الاسلامية .. أن يأتي بوزير ثقافة شديد اليسارية أو العلمانية .. كما أنه ليس من مصلحة الائتلاف أن يكون منتميًا لفصيل متشدد إسلاميًا .. ويسري الأمر أيضًا في معظم تشكيلة الحكومة ..
فالحكومة ينبغي أن تستمد قوتها من توافقها حول البرنامج .. ومن تأييد جموع الشعب للبرنامج وليس للأشخاص المنفذين وانتماءاتهم .. فالتأييد الأول يدفع للأمام ويجنب الخلاف .. أما التأييد الثاني فيعمق الفجوات ويجعل الحكومة جبهات صراع بين القوى السياسية المشاركة .
ولعل الأفضل من وجهة نظري في هذه الأحوال أن يكون رئيس الحكومة شخصية مستقلة بأن لا تكون واضحة التحيز لفصيل سياسي معادي (الكلمة هنا مقصودة بهذه الشدة) للمشروع الذي يحمله الرئيس ، وأن يكون ليس لها انتماء حزبي حالي أو في المستقبل القريب ولا مرشح رئاسي سابق لأن كلاهما سيكون مدفوعًا لاظهار نفسه دائمًا أمام مؤيديه على أنه مستقل عن الرئاسة وأن قراره من راسه مما سيعجل بصراع بين الحكومة والرئاسة يؤدي لفض الجبهة الوطنية الملتفة حاليًا حول د.مرسي ..

:::::::::::::::::::::::::::
أرفض الحملة المنتشرة حاليًا لفصل د.مرسي عن حزبه وعن فكره .. وأتمنى بل وأطالب أن يظل على انتمائه بحزبه وتمسكه بفكره وهذا لاينافي كونه رئيس لكل المصريين بما فيهم حزبه ورئيس حزبه ..

أثمن استقالته من رئاسة الحزب للتفرغ للمنصب الأكبر في مصر .. وأثمن تعليق عضويته بالجماعة لتطمين البعض "الخائفين من أي شيء واللي عندهم استعداد للشك في صوابعهم" ..

لكن أن يصل الأمر لأن يفرض عليه رئيس وزراء يختلف معه في الفكر تماما وبالتالي في أولويات العمل .. أو نائب يريد منافسة لا مشاركة .. فهذا أمر أرفضه تمامًا

ليست هناك تعليقات: