الاثنين، يونيو 11، 2012

من سيرة المصطفى وصحبه .. في مواجهة الواقع الإعلامي

بقلم : عبدالرحمن الحسيني
في أحلك الظروف .. يبرز لنا القرآن وسيرة المصطفى وصحابته الكرام كدليل وتأسيس لأسلوب حياة وطريقة تعامل أثبتت أنها الطريقة الأرقى في التعامل والأكثر جدوى في حل الأزمات ..
هم الرجال إذا ما جئت تمدحهــــم  *** سمت على الحرف تيجان وأزهار
وإن تواروا بترب الأرض واأسفي *** سالت من الجفن شطــــآن وأنهار

الإعلام .. من الإسراء والمعراج ::

حينما جاء المشركون إلى سيدنا أبي بكر رضي الله عنه صبيحة ليلة الإسراء ليخبروه أن الرسول صلى الله عليه وسلم يزعم أنه أسري به من مكة إلى بيت المقدس ثم عاد في ذات الليلة فكانت الإجابة الموجزة التي سجلها
"إن كان قال .. فقد صدق".


الدرس .. عندما تسمع خبر أو مقولة منسوبة لشخص ما لابد أن تتأكد من أمرين ::
1-      ناقل الخبـــر : لأنه إذا كان معاديًا أو متحاملاً فالخبر محل شك حتى لو كان صحيحًا (كذب المنجمون ولو صدقوا)
2-      مصدر الخبر : لأن القول قد ينقل على أكثر من طريقة ليفهم على أكثر من معنى .

الخلاصة / لا تصدق خبرًا منقولاً من وسيلة اعلام إلا إذا تأكدت من مصدرهم وعرفت تاريخ ناقل الخبر ,

الشائعات .. من حديث الإفك ::

في طريق العودة من أحد الغزوات كان الجيش مخيمًا في الطريق .. خرجت السيدة عائشة تبحث عن عقد لها سقط منها حول مكان التخييم .. وانصرف الجيش وتركها ، وكان من عادة جيش الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون هناك من يتفقد مؤخرة الجيش ومكان التخييم فوجد السيدة عائشة .. فأناخ لها الناقة وركبت ودخلوا المدينة بعد الجيش .. هنا جائت الفرصة للمنافقين فأثاروا الشائعات بالقول في عرض السيدة عائشة .. وانقسم مجتمع المسلمين :

فريق كبير لم يصدق وفضل عدم الخوض في هذا الأمر بل ودافع عن السيدة عائشة .. وفريق قليل خاض في الحديث وانتشر الكلام .. ثم نزلت براءة السيدة عائشة في قرآن يتلى ليوم القيامة .

الدرس .. عندما تسمع شائعة أو خبرًا سيئًا أو تهمة في حق شخص ما فيجب أن تتأكد من أمرين ::
1-      مدى معرفتك بالشخص وتاريخ تعاملك معه أو ما تعلمه عنه ممن تعامل معه .
2-      مصدر المعلومة مهم .. فأكثر الشائعات مصدرها (قالوا له ..!! .. أو سمعت !! ) كما أن معظم الشائعات مغرضين

الخلاصة / قول الله عز وجل ﴿لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ المُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ (12)﴾
 

الحكم على الانسان .. من فتح مكة ::

لما نوى رسول الله المسير إلى مكة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش يخبرهم بالذي نوى عليه رسول الله من الأمر في السير إليهم ثم أعطاه امرأة  وأعطاها مالاً على أن تبلغه قريشا، وأتى رسول الله الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث علي بن أبي طالب والزبير بن العوام، فقال: «أدركا امرأة قد كتب معها حاطب بن أبي بلتعة بكتاب إلى قريش، يحذرهم ما قد أجمعنا له من أمرهم». فأتيا بالكتاب فاستدعى رسول الله حاطبا، فقال: «يا حاطب ما حملك على هذا؟». فقال: يا رسول الله أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله ما غيرت ولا بدلت، ولكنني كنت امرءا ليس لي في القوم من أصل ولا عشيرة، وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليهم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله دعني فلأضرب عنقه فإن الرجل قد نافق. فقال رسول الله : «وما يدريك يا عمر، لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم».

وأنزل الله في حاطب: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ... } [أول سورة الممتحنة]

الدرس .. عندما يصدمك تصرف شخص ما لا تتسرع في حكمك عليه ..
1-      التمس له عذر فلعل له عذرًا .
2-      التمس من تاريخه ما يشفع له فقد تجد في مواقفه الماضية ما يشفع له لتعفو عن خطئه.

ملحوظة .. لا يمنع التماس العذر والماضي المشرف  العتاب والعقاب ان كان في ذلك ضرورة بدليل نزول الآية رغم العفو { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ... }

الخلاصة / قد تجد في تاريخ شريكك ما يشفع له لتعفو عن أخطاءه

ليست هناك تعليقات: