الأحد، فبراير 19، 2012

سوريا .. جرح الإنسانية الغائر

بقلم : عبدالرحمن الحسيني
لن أتحدث عن المآسي فكلنا يراها .. ولن أتحدث عن الطاغية فكلنا يعرفه ويعرف أباه .. لن أتحدث عن فيتو روسيا والصين فبلاد الكفر لن ترعى سوى المصالح .. حديثي عن آخرون يتحملون في هذا الدم مثل ما يتحمل ذلك الطاغية ... حديثي لن يكون عن أصحاب مصالح فكلهم مفضوح ولا يرجى منهم خير ...


حديثي بل قل بكائي على علماء يالحسرتنا على علم نهلناه منهم لم نجده يوم التطبيق حاضر ..

عن عروبة لم يبق منها سوى بقايا شعر وحكايات تاريخ غابر ..

عن حكام دماؤهم أبرد من الجليد على قمم جبال الشام متراكم ..

أبكي دماءًا لاتجد ناصرا ولا مداويًا ولا حاقنًا ,,

مافائدة مؤتمرات العرب في جامعتهم ومنصب أمينها العام الذي اعتبرنا خروجه من مصر خراب التاريخ والمستقبل ؟؟

مجرد مكلمة وهو يديرها .. لا تملك قرارا ملزما .. ولا حتى القوة لقرار غير ملزم .. العار كله يسكن تلك الجدران .. ليس جديدًا عليها الهوان فكلنا تعودناه في حوادث عدة .. مجرد عرائس تحركها مصالح .. وأمينها العام يقبع على رأس مسرح العرائس كصنم لايملك حتى أن يتكلم كلمة الحق ,,

لن أنسى ذلك الوجه البائس الذي عاد إلينا من دمشق في سبتمبر ليقول "ليس من حق أي أحد أن يسقط الشرعية من زعيم عربي" ..

هي تصريحات صادمة لو اعتبرناه وجه الثورة الذي هتف الجميع باسمه يوم تقلد الخارجية .. لكنها ليست كذلك اذا تذكرناه يلوم المتظاهرين على اسقاط علم السفارة الغاشمة ولا يلوم اسرائيل على قتل جنودنا ..

حكام مصر .. ياحسرتا على حكام مصر ..
من ضحكوا علينا بحماية الثورة ثم سرقوها .. من أخزونا ووضعوا رؤسنا في التراب بل قل في الوحل ..
آخر الحكومات اعترافًا بثورة ليبيا ..
وحتى الآن مازال سفير سفاح الشام يجلس في حماية أمن مصر .. بل ويحاكم السوريون على اقتحام سفارتهم ,, وتخطف مخاربرات سفاح سوريا نشطاء من وسط القاهرة ..

ويسمح بمرور سفن حربية ايرانية من قناة السويس لضرب شمال سوريا .. وكأنني أمام مشهد بارجات أمريكا تذهب لضرب العراق ..
ليس غريبًا .. !!
فمن تهن عليه دماء شعبه تهن عليه دماء غيره .. ومن لا يسمع أنات الجار الجائع والمريض في غزة ، لن ينصر دماء تسفك في الشام فهي أبعد عن أذنه وقلبه ..

نعم دماء أهل الشام يسفكها الابن الفاسد للسفاح الهالك "بشار بن حافظ الأسد" لكن يحمل مسئوليتها الكثيرون غيره .. يحمل مسئوليتها تجار دمشق وحلب الذين يخرجون مسيرات التأييد لذلك السفاح .. 

يحمل مسئوليتها علماء السلطان أمثال البوطي وذكرته لأنه أكثر من صدمني ..
هو عار سيظل يلاحق حكام العرب الذين تركوا ليبيا ليخلصها الناتو وهاهم يتركون سوريا ليجهز عليها السفاح .. 

وهي فضيحة تضاف لفضائح الجامعة العربية التي لن ينساها التاريخ لها ولأمنائها الخئونين ..

وستبقى أغلال في أعناق تسعة عشر وجهًا قميئًا يديرون مصر يعيثون بها فسادًا ويكملون مابدأه سيدهم من تدميرٍ لسمعة مصر ودورها الريادي في العالم .. لأول مرة وزير خارجية مصر لا دور له لاصوت له .. حتى كثيرون لايعرفوا من هو أصلا ..

وأخشى أن يطال العار وجوههًا أحببناها في مجلس الشعب .. فلا سؤال عن ذلك المتعجرف سفير السفاح في مصر الذي يعيش في حماية مصر وشعبها .. وسفير مصر في قصور السقاح يرتع ..

لكم الله أهلنا في الشام .. لو استطعنا نصرة ماتأخرنا لكننا لانملك إلى كلام يكتب ودعاء يرفع .. نسأل الله لكم الخلاص العاجل القريب .. وأن يرينا ويريكم في ظالميكم آيات انتقامه..

ان العين لتدمع وان القلب ليتحسر لكننا لانملك لكم أهلنا في سوريا سوى أن نقول "حسبنا وحسبكم الله هو نعم الوكيل .. حسبنا وحسبكم الله هو نعم الوكيل ... حسبنا وحسبكم الله هو نعم الوكيل"

هناك تعليقان (2):

ام القائد صلاح الدين يقول...

بارك الله فيك مقال رائع يا ريت اولى الامر عندنا يقروا ويفهموا ويطبقوا هذا الكلام اسمح لى ان اقتبس بعض كلماتة عندى مع الاحتفاظ انه منقول من مدونت حضرتك وشكرا

Unknown يقول...

جزاك الله خيرا ... المدونة ملك لقارئيها .. والنشر يزيدها فجزاك الله خيرا على المرور والاقتباس