السبت، مايو 23، 2015

الهم الحالي والمهمة الكبرى .. هل نفسد الثانية بالأولى




بقلم / عبدالرحمن الحسيني
المهمة الكبرى التي ابتعث الله لها الأنبياء ومن بعدهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم .. هي مهمة الدعوة إلى الله عز وجل وتوصيل رسالة ربنا عز وجل للمجتمعات المسلمة المغيبة والمجتمعات غير المسلمة على حد سواء ..

فمهمتنا في مجتمعاتنا هي الدعوة إلى الله عز وجل وإرشاد المجتمعات وتعريفهم بالله عز وجل، وتعريفهم الاسلام الصحيح الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم .. وهذه المهمة تحتاج في الأساس للتلاحم مع المجتمع والإبقاء على شعرة تواصل معه حتى لو كان هذا المجتمع في مرحلة ما محاربًا  ..


فرسولنا صلى الله عليه وسلم رغم ما لاقى هو وأصحابه من المشركين في مكة .. كان يحافظ على شعرة التواصل تلك .. ولم يقطعها حتى بعد انتصاره وفتحه مكة .. واقنصر الحكم بالقتل نهائيا على بعض عتاة الإجرام في حق المسلمين ..
في نفس الوقت يقف بيننا وبين المجتمع متترسًا ببعض فئات المجتمع .. وبجبن فئات أخرى نظام ظالم يعادي ديننا ويحارب كل مظاهره وكل مجهود يبذل للدعوة اليه ... ويسعى لتشويه الدين في عقول الناس بأفهام قاصرة ومغلوطة ..

أصبحنا نحن الدعاة في مأزق حقيقي .. فآليات اسقاط ذلك النظام الغاشم ، ولأنها مستوردة من ثورات غير الدعاة .. والثائرين على مجتمعاتهم مع الأنظمة .. قد تصيب بعضها شعرة التواصل بيننا وبين المجتمع وتجعلنا في وضع حرج بعد سقوط ذلك النظام الغاشم .. فربما لن ينسى وقتها المجتمع ما أحدثته له وسائلك في اسقاط النظام من ضرر له خاصة مع عدم اكتراث السلطة الظالمة للمجتمع أصلا ولا لخدماته ..

فمن أراد دولة أو أمة قوية فعليه بايجاد مجتمع واع يريد الحق والخير .. ومن يريد نصرا سريعًا .. يمكنه ايجاد مجتمع مقهور على الحق .. لكنه سيتركك ان ظهر من هو أقوى منك ..

هي نقطة نقاش أو نقطة تأمل .. وربما فرصة للتفكير في المستقبل للحظة .. ولفتة للمجاهدين (أبطال العمليات النوعية) من كل التيارات .. أن حافظوا على شعرة تربط الدعوة بالمجتمع .. تتيح لنا أن نلتحم بذلك المجتمع مرة أخرى .. هذه المرة في معركة توعية .. ننزع من قلبه حب الاستعباد .. ونغرس فيه قيم الحرية والعدل والكرامة .. ونعرفه دينه كما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم

كلامي هنا لاعلاقة له بعمليات القصاص والثأر للشهداء وارباك قوات أمن النظام وضرب أذرعهم الاعلامية ومصادر تمويلهم .. انما أتحدث عما يمس الناس ومعاشهم .. وهو كلام للنقاش لمن يهمه الأمر ..

ليست هناك تعليقات: