السبت، ديسمبر 03، 2011

تطبيق الشريعة وجهاد الوقت !!

بقلم : عبدالرحمن الحسيني
ينتشر الآن جدل رهيب وتشنج وتعصب من طرفي الجدل حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وهو جدال يتعمده بعض الأحزاب حديثة العهد بالسياسة وقريبة العهد بجلسات المسجد والفقه المنقول دون مراعاة للواقع .. أويجر إليه بعض المنتمين للتيارات الإسلامية في البرامج الحوارية .. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ... هل هذا هو واجب الوقت ؟

رسالة لإخواني أبناء الحركة الإسلامية ومن يأمل فيهم الخير بل لكل من يريد أن يفهم ويعي ..



بقلم : عبدالرحمن الحسيني

ينتشر الآن جدل رهيب وتشنج وتعصب من طرفي الجدل حول تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وهو جدال يتعمده بعض الأحزاب حديثة العهد بالسياسة وقريبة العهد بجلسات المسجد والفقه المنقول دون مراعاة للواقع .. أويجر إليه بعض المنتمين للتيارات الإسلامية في البرامج الحوارية ..  والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ... هل هذا هو واجب الوقت ؟
إننا نعيش ثورة لم تحقق أهدافها بعد .. ثورة أورثتنا واقعًا مريرًا خلفه لنا العصر البائد في بلدنا الغالي مصر
1 فعلى الجانب المادي : وطن متهالك الموارد والبنية ، ضعيف الاقتصاد والمؤسسات ، مقسم إلى طبقات متفاوتة .
2- وعلى الجانب الروحي : وعي ديني مشوه بناء على سياسة النظام البائد من تحجيم أي دعوة إسلامية وسيطة (الأزهر والاخوان و....) وترك المجال (بنسبة ما) للدعوة المتشددة ، مع التشويه الإعلامي المتعمد لكل ماهو إسلامي مما قسم معظم الشعب المصري إلى أطراف :
·     إما منجرف في تيار التشدد والتطرف (بدءًا من الجماعات التكفيرية ، مرورا بالجماعات المسلحة ، وانتهاءًا بالسلفية السلبية التي كانت تبرر للنظام كثيرا من أفعاله تحت زعم تحريم الخروج على الحاكم) ...
·          أو منصرف عن صحيح الدين بسطحيات ليس لها عمق ديني صحيح داخل الفرد .
·         أو خائف من الدين بناء على المتغيرات السابقة.
·     أو مضيق عليه أو مهمش لانتمائه لأحد تلك المؤسسات التي تنشر الإسلام بحقيقته الشاملة الوسطية التي لا ترضى ظلمًا وتضمن الحريات للجميع .

وبناءًا على ذلك الواقع المتهالك ماديًا وروحيًا فإننا نستطيع أن نحدد ماذا يجب أن يكون هم الحركة الإسلامية الأول في تلك المرحلة .. ويورث قناعة لدينا أن الحديث عن أحكام الشريعة الإسلامية في هذا الوقت كالحديث عن الماس مع ساكني العشوائيات وساكني العشش .

إذن فواجب الوقت والهدف الأسمى في هذه المرحلة والذي ينص عليه البرنامج الانتخابي لحزب الحرية والعدالة والذي يجب أن يتمسك الجميع بالحديث حوله دون أن يجرنا أحد إلى موضوعات جانبية أو مستقبلية هو :
1-   إنشاء وطن متماسك البنية نستغل موارده البشرية والمادية ، قوي الإقتصاد والمؤسسات ، دولة تستطيع أن تحقق الكفاية لجميع الطبقات مع ترك المجال للمنافسة الشريفة واجتهاد الفرد ليحقق لنفسه الرفاهية .
2-   مجال خصب لنشر الوعي عامة والإسلام الصحيح الذي غاب كثيرا خاصة بترك المجال للأزهر الشريف والدعاة الوسطيون (في الاخوان وغيرهم)  ليصل صحيح الإسلام بعيدًا عن الرأي الفقهي الواحد والاستفادة من رحمة الاختلاف في استيعاب أكبر للاحتياجات البشرية والطبيعة المجتمعية التي تختلف من شخص إلى آخر ومن مكان لآخر .
إذا اتفقنا على أن هذا واجب الوقت فإننا يجب أن تكون إختياراتنا في هذه المرحلة مناسب لمقتضيات هذا الواجب وهي اختيار نواب عن الشعب بهم صفتين أساسيتين : القوي الأمين (بغض النظر عن دينه أو اتجاهه السياسي طالما أنه يؤمن بما يجتمع عليه جميع أبناء الوطن واحترام غالبية الشعب المصري)

·     القوة : والمتمثلة في خبرة في مجالات تنموية معينة أو مجالات قانونية أو خبرات حياتية تسهم في بناء الوطن القادم .. مع إيمانه بالحريات العامة وحقوق الآخرين ودفاعه عن الحريات ضد أي تجاوز وعدم التمييز بناءًا على عرق أو جنس أو دين.
·         الأمانة : وحسن الخلق والتي يشهد بها معاشروه ومخالطوه في العمل .

سيكون نتيجة تحقق ذلك الأمر هو قناعة شعبية بالشريعة الإسلامية نتيجة التربية الإسلامية الصحيحة التي قام بها الدعاة الوسطيون ونتيجة للأخلاقيات التي يتعامل بها المسلمون بعد هذه التربية مع غير المسلمين ولن نحتاج إلى هذا الكم من التشنج والتعصب من بعض الإسلاميين للمطالبة بتطبيق الشريعة أو التشنج المضاد من بعض العلمانيين خوفًا أو تخويفًا من تطبيق الشريعة لأن الناس رأت الشريعة سلوكًا قبل أن تراها قانونًا .. وقتها لن تجد من يخاف من تطبيق الحدود لأنه تلقائيًا يجد الوازع الذي يمنعه من ارتكاب الجرم أو حتى مقدماته ..

هكذا طبق رسول الله صلى الله عليه وسلم شريعة ربنا عز وجل في البشرية  بدأ بناء العقيدة والأخلاق في حاملي الشريعة مستقبلاً ثم أسس لهذه الدولة كيان قوي ثم بعد ذلك ظهرت أحكام الشريعة ، وبهذا يتميز منهج الإخوان وبرنامج حزبهم "الحرية والعدالة" حيث أننا لانرغب في هذه المرحلة إلا أن نقيم دولة قوية غنية في كل المجالات ، وحكومة تسمح بانتشار الدعوة الإسلامية بين أفراد مجتمعنا وأهلنا .

إذا انشغلنا عن تحقيق هذا الهدف أو واجب الوقت الحالي فسنكون مسئولون عن رفض الشارع للشريعة وتطبيق أحكامها وسنكون مسئولين أمام الله عن هذا التقصير .

ليست هناك تعليقات: