الخميس، يوليو 02، 2009

أيها القمر .. هل حبسوك عني أم حبسوني عنك ؟؟

خاطرة مرت بي أيام اعتقالي في سجن برج العرب في يناير الماضي (2009) اهداء لأبي وإخوانه أساتذتي خلف القضبان


بقلم أسد الدين
كم كان بيني وبين القمر من محادثات وتأملات ، منذ صغري وأنا أحب تأمل السماء ليلاً ، أسامر القمر والنجوم .
في ذلك اليوم ، أظنه كان ليلة الرابع عشر من شهر المحرم ، قمت بعد صلاة المغرب في فناء (عنبر 21) متوجهًا إلى زنزانتي حيث موعد قفل الأبواب ، نظرت إلى السماء فإذا به هناك !! إنه القمر ولكن هذه المرة كان منظره مختلفًا ، لأول مرة أراه من خلف السلك الذي يعلو الفناء ..
دمعت عيني وكعادتي حدثته.. هل حبسوك عني أم حبسوني عنك ؟!
فأحسست بضوءه المتسلل من بين الأسلاك كأنه يقول : لا حبسوني ولا حبسوك .. ولا يستطيعوا حبسنا !! فالطاغية لا يملك سوى حبس الأجساد ... أما نور الله فلا يحبسه إنسان ..
وهنا تذكرت قول الله عز وجل (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) الصف 8
وتذكرت قول شيخ الإسلام ابن تيمية

(ما يفعل أعدائي بي ؟! أنا جنتي و بستاني في صدري، سجني خلوة ، و قتلي شهادة)

نعم نور الله لا يطفئه إنسان ، ودعوة الله باقية رغم أي طغيان ، والقلب الموصول بالله لا يعرف سجنًا .. والمسجون حقًا من أعرض عن الله ..
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه124
أعاذنا الله وإياكم من هذا المصير .. وجعلنا من أهل الصلة به .. لا نعرف سجنًا ، ولا يفت في عضدنا طغيان

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

إن حبسوا القمر عنك ... فما ذال يسمع صوتك الندي
وإن حبسوك عنه فما ذلت تشعر بضياءه وتسبيحه مع الذاكرين والمستغفرين بالاسحار

Unknown يقول...

جزاك الله خيرا على التعليق