الأربعاء، فبراير 20، 2008

الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم وأمة مواقف لا قضايا

بقلم:أسدالدين
عادت الصحف الدنماركية لتظهر الحقد على الإسلام وأهله , عادوا ونشروا الرسوم المسيئة لأطهر الخلق صلى الله عليه وسلم , ورغم أن من حقنا بل من واجبنا أن يكون لنا موقف أو رد على تلك الإساءة الا أني أحب أولاً أن أقف وقفة تفكر في حال أمتنا حيث أصبحنا لعبة في أيدي أعدائنا نتحرك حسبما يريدون وفي الاتجاه الذي يريدون
نظرة إلى توقيت نشر تلك الرسوم ..
بنظرة متأنية الى التوقيت التي تنشر فيه الإساءات المختلفة للإسلام نجد أنها تنشر في وقت يحاول فيه الغرب أو قل اللوبي الصهيوني صرف أنظار العالم عن قضايا معينة وباستغلال خاصية سيئة في الأمة الإسلامية حاليًا إلا من رحم الله وهي أننا أصبحنا وللأسف أمة مواقف لا أمة قضايا لا نحمل قضية ندافع عنها أو نعمل من أجلها بل نحول موقفًا طارءًا إلى قضية وبالتالي فإنها تنتهي بانتهاء الموقف
ومثالاً على ذلك .. بمجرد أن سمعنا أن الصحف الدنماركية أعادت نشر تلك الرسوم ترك الناس كل شيئ وبدأنا نحكي عن الرسوم .. كم قضية تركناها جانبًا وهي تستحق منا النصرة ؟ .. بل لماذا تركنا قضية الإساءة جانبًا منذ عام مضى ؟
إذا ركزنا اهتمامنا على القضية وليس الموقف نجد أننا نتحدث عن قضية واحدة هي قضية الإسلام ووضعه في العالم حاليًا .. وبالتالي فإن سب الرسول صلى الله عليه وسلم وسب الصحابة مواقف تقف جنبًا إلى جنب مع حصار وتجويع وقتل المسلمين في فلسطين .. ومحاولات الصهاينة تهويد القدس وطمس معالم الإسلام فيه .. وقتل المسلمين واحتلال أرضهم في العراق والصومال وكشمير و ..... الخ.
ان تركيزنا على الموقف دون القضية يفقدنا قيمة القضية .. وشتان أن تتحرك بقضية وأن تتحرك بموقف فالموقف سينتهي كما انتهى موقف الرسوم العام الماضي باعتذار من جريدة أو شيء كهذا .. أما القضية فمتجددة الدماء ولا تقف حتى تحل تمامًا ..
مواقف كانت تستحق دعمنا ..
في خضم هذه الحملة على الدنمارك من كثير من التيارات الإسلامية بل والتحرك العاطفي من الكثيرين غفلنا عن مواقف مهمة كانت تستحق منا الدعم سأذكر منها موقفين أساسيين غير العراق والصومال التي أصبح لا يذكرهم الكثير ..
الموقف في فلسطين
كان وما زال الموقف في فلسطين من أكبر المواقف التي تنال اهتمام المسلمين لتعلقها بالدماء إضافة للمقدسات الإسلامية والأراضي الإسلامية وبعد الاهتمام الشديد بالقضية خاصة بعد وحملات التشويه التي تطال المقاومة .. أراد اللوبي الصهيوني أن يخف عن دولته الضغط خاصة بعد سعي الحكومة الصهيونية لحرب تصفية قيادات المقاومة .. ولأن قضية الرسوم هي القضية التي أثارت في المرة الماضية جميع التيارات فكانت هي السبيل لصرف أنظار العالم عن قضية فلسطين على الأقل حتى يحقق الصهاينة ما يريدون .
كوسوفا .. الدولة الإسلامية الوليدة ..
كوسوفا - لمن لا يعرف- اقليم من صربيا من دول الاتحاد اليوغوسلافي السابق ناضل المسلمون في هذا الإقليم سنوات وضحوا بالأرواح في سبيل هذا الاستقلال .. تعاطفنا معهم كثيرا عندما كانت دماؤهم تسيل .. وتخلينا عن حتى متابعة أخبارهم بعد ظهور مواقف أخرى وبعد الهدوء الذي حدث في الإقليم .. ومنذ يومين أعلن الإقليم الإستقلال وكان ينتظر دعم الدول الإسلامية ولكن لا حياة لمن تنادي .. نجح الغرب في إلهائنا عنهم حتى يحتضنهم فيدعمهم اقتصاديًا ويأخذهم في كنفه فهو لا يريد دولة إسلامية وسط الاتحاد الأوروبي ولا حتى دولة شيوعية فأراد أن يسبق الجميع المسلمين وروسيا .. فكانت المبادرة من فرنسا ممثلة عن الاتحاد الأوروبي ثم الولايات المتحدة الأمريكية والبنك الدولي .. لتصبح كوسوفا الوليدة دولة علمانية بدل أن تكون إسلامية .
ألم يكن من واجبنا أن ننادي بدعمهم ولو على المستوى الشعبي غير الرسمي ؟؟ لأننا نعرف أن الموقف الرسمي يحدده صاحب البيت الأبيض
أين ذهبت كل الجهات التي كانت تجمع لهم التبرعات أيام الحرب ؟؟ أم أننا لا تحاركنا إلا الدماء والدمار
إن حملنا هم القضية يجعلنا نفهم أن كل ما يحدث على الساحة العالمية هو حرب ضد الإسلام وأهله يجب أن يكون التعامل في كل تلك المواقف تعاملاً على نفس الدرجة من الجدية .. وهنا لي عتاب على بعض التيارات الإسلامية شركاء الدعوة وان اختلفت الأساليب وهو عتاب أحمله لكل من جزأ القضية الى مواقف ..
لماذا شجعتم مقاطعة الدنمارك بعد الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ؟ وهاجمتم من دعا الى مقاطعة الأمريكان والصهاينة بل واتهمتوه بالبدعية ؟
أليست حرمة الدم المسلم أعظم عند الله من حرمة البيت الحرام والشهر الحرام والبلد الحرام بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟
أليست الحرب على الإسلام يدخل فيها قتل المسلمين واحتلال أرضهم ؟؟
أليس من نصرة الإسلام أن ندعم الكيانات الوليدة التي تنتمي للإسلام ؟؟
أليس من نصرة الإسلام أن تنصر المظلوم .. فأين نصرة معتقلي الإصلاح على المستوى المحلي ؟؟
لو عالجنا السبب قضينا على المرض لكننا نعالج الأعراض ..
ما يحدث للمسلمين سببه الضعف والتخاذل الذي هم عليه .. لو عز موقف المسلمين لصححنا صورة الإسلام المغلوطة عند كثير من الغربيين ولأخرسنا ألسنة تشوه صورة ديننا الحنيف .. ليس من الصواب رد الإساءة بالإساءة فليس هذا ما علمنا اياه صاحب الخلق الكريم .. ليس من الصواب الاهتمام بموقف وترك مواقف ..
إن القضية الأساسية التي يجب أن تشغل بالنا هي الإسلام وموقفه في العالم وكيف نجعله يتحدث عن نفسه .. كي لا تتكرر الإساءة يجب أن تعالج كل المواقف العالقة ..
إصلاح داخل البلاد الإسلامية على كل المستويات من الفرد والمجتمع الى الحكومات والمؤسسات ومن ذلك مناصرة دعاة الإصلاح .
دعم كامل للقضايا الإسلا مية على المستوى العالمي (فلسطين – العراق – كوسوفا – كشمير - ... )
الاتحاد ونبذ الفرقة .. ولنتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه .
في النهاية .. وفي إطار أخذ القضية بجدية على كافة المواقف .. لا تنسوا دعاة الإصلاح المحالين للعسكرية .. جلسة النطق بالحكم الثلاثاء (26 فبراير 2008م) .

ليست هناك تعليقات: